تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٥٢
ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه إنما أنت منذر ولكل قوم هاد * (7) * الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شئ عنده بمقدار * (8) * علم الغيب والشهدة الكبير المتعال * (9) * سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف) * باليل وسارب) * بالنهار * (10) * له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال * (11) * هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال * (12) * ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجدلون في الله وهو شديد المحال * (13) * له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشئ إلا كبسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال * (14) * ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظللهم بالغدو والآصال * (15) * قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون
____________________
(ويقول الذين كفروا لولا) هلا (أنزل عليه آية من ربه) كالناقة والعصا إذ لم يعتدوا بمعجزاته (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد (1)) كل إمام هاد للقرن الذي هو فيهم وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنا المنذر وعلي الهادي (الله يعلم ما تحمل كل أنثى (2)) من ذكر أو أنثى (وما تغيض) تنقص (الأرحام) هو كل حمل دون تسعة أشهر (وما تزداد) على التسعة بعدد أيام التي رأت الدم في حملها، وقيل ما تنقصه وما تزداده من مدة الحمل وخلقته وعدده أو من دم الحيض (وكل شئ عنده بمقدار) بقدر وحد لا يتعداه (عالم الغيب والشهادة الكبير) العظيم (المتعال) من كل شئ يقهره أو عما لا يجوز عليه وقرئ المتعالي بالياء (سواء منكم) في علمه (من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل) مستتر بظلمته (وسارب) سالك في سربه بفتح السين أي طريقه (بالنهار) يراه الناس (له) للمسر والجاهر والمستخفي والسارب (معقبات) ملائكة يتعاقبون في حفظه (من بين يديه ومن خلفه) من جوانبه أو مما قدم وأخر من عمله (يحفظونه) من المهالك أو يحفظون أعماله (من أمر الله) من أجل أمره أو بأمره أي كائنة بأمره وفي قراءتهم (عليهم السلام) له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله (إن الله لا يغير ما بقوم) من عاقبة ونعمة (حتى يغيروا ما بأنفسهم) من الطاعة بالمعصية (وإذا أراد الله بقوم سوءا) عذابا أو بلاء (فلا مرد) لا مدفع (له) من أحد (وما لهم من دونه من وال (3)) يلي أمرهم ويرد السوء عنهم (هو الذي يريكم البرق خوفا) من الصواعق أو للمسافر أو لمن يضره المطر (وطمعا) في المطر أو لمن ينفعه أو للحاضر حالان من البرق بإضمار ذا أو من المخاطبين أي خائفين وطامعين أو علتان أي إخافة وإطماعا أو إرادة خوف وطمع (وينشئ السحاب الثقال) بالماء (ويسبح الرعد بحمده) هو ملك موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق السحاب كما روي أو سامعوه متلبسين بحمده أو يدعو الرعد إلى تسبيحه وحمده لما فيه من الآيات (والملائكة من خيفته) أي الله (ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء) فتحرقه (وهم يجادلون) أي الكفار مع مشاهدتهم هذه الآيات يخاصمون النبي (في الله) في توحيده وقدرته على البعث (وهو شديد المحال) الكيد لأعدائه أي الأخذ أو النقمة (له دعوة الحق) أي كلمته وهي لا إله إلا الله أو الدعوة المجابة فإنه يجيب من دعاه أو دعوة المدعو الحق وهو الله (والذين) أي الأصنام الذين (يدعون) يعبدهم المشركون (من دونه) أي غيره (لا يستجيبون لهم بشئ) من مطالبهم (إلا كباسط) إلا استجابة كاستجابة باسط (كفيه إلى الماء) يدعوه (ليبلغ فاه) بانتقاله من مكانه إليه (وما هو ببالغه) ولن يبلغ فاه لأنه جماد لا يشعر فكذا آلهتهم (وما دعاء الكافرين إلا في ضلال) ضياع (ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا) كالملائكة أو المؤمنين (وكرها) كالكفرة المكرهين بالسيف وهما حالان أو علتان (وظلالهم) بتبعيتهم أو أريد خضوعهم لنفوذ مشيئته فيهم (بالغدو والآصال) بالبكر والعشيات أي دائما ظرف ليسجد أو حال لظلالهم (قل من رب السماوات والأرض) خالقهما أو مدبرهما (قل الله) مجيبا عنهم إذ لا جواب غيره

(1) ها (ى قف.
(2) أنثى: بكسر التاء.
(3) والى قف.
(٢٥٢)
مفاتيح البحث: السجود (1)، الضلال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»