تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٤٧
قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سرقين * (73) * قالوا فما جزؤه إن كنتم كذبين * (74) * قالوا جزؤه من وجد في رحله فهو جزؤه كذلك نجزى الظالمين * (75) * فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله نرفع درجت من نشاء وفوق كل ذي علم عليم * (76) *، قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون * (77) * قالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين * (78) * قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متعنا عنده إنا إذا لظالمون * (79) * فلما استيئسوا منه خلصوا نجيا قال كبيرهم ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبى أو يحكم الله لي وهو خير الحكمين * (80) * ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يأبانا إن ابنك سرق وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين * (81) *
____________________
(قالوا تالله لقد علمتم) بما رأيتم من أمانتنا (ما جئنا (1) لنفسد في الأرض وما كنا سارقين) قط (قالوا فما جزاؤه) أي السارق أو السرق (إن كنتم كاذبين) بتبرئكم (قالوا جزاؤه) مبتدأ والخبر (من وجد في رحله) أي جزاء السرق استرقاق من وجد في رحله هو شرع آل يعقوب وقوله (فهو (2) جزاؤه) مؤكد أي فالاسترقاق جزء السرق (كذلك) الجزاء (نجزي الظالمين) بالسرقة فردوا إلى يوسف بالتفتيش (فبدأ بأوعيتهم) ففتشها (قبل وعاء أخيه) إزالة للتهمة (ثم استخرجها) أي السقاية أو الصواع لأنه يذكر ويؤنث (من وعاء أخيه كذلك) الكيد (كدنا ليوسف) علمناه الاحتيال في أخذ أخيه (ما كان ليأخذ (3) أخاه في دين الملك) حكم ملك مصر لأن حكمه الضرب وتغريم ضعف ما سرق لا الاسترقاق (إلا أن يشاء الله) لكن بمشيئة الله أخذه بدين أبيه أي لم يتمكن من أخذه إلا بمشيئة الله بإلهامه أن سأل إخوته ما جزاؤه وجوابهم بشرعهم (نرفع درجات من نشاء (4)) بالعلم كما رفعنا درجته (وفوق كل ذي علم عليم) حتى ينتهي إلى الله (قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل) وذلك أن عمة يوسف كان تحضنه وتحبه فأراد أبوه انتزاعه منها فشدت منطقة أبيها على وسطه تحت ثيابه وبعثت به إلى أبيه وقالت سرق المنطقة فوجدت عليه وكان الحكم أن يدفع إليها فأخذته (فأسرها يوسف في نفسه) أي تلك المقالة (ولم يبدها) لم يظهرها (لهم قال) في نفسه (أنتم شر مكانا) منزلة فيما فعلتم (والله أعلم بما تصفون) وهو يعلم أنه لم يسرق (قالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه) بدله (إنا نراك من المحسنين) إلى الناس وإلينا (قال معاذ الله) نعوذ به معاذا من (أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده) لم يقل من سرق تحرزا من الكذب (إنا إذا) إن أخذنا بريئا بمجرم (لظالمون فلما استيئسوا منه) يئسوا من إجابة يوسف (خلصوا) اعتزلوا (نجيا) متناجين (قال) لهم (كبيرهم) سنا هو يهوذا أو شمعون أو روبيل (ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف) قصرتم في أمره وما زائدة أي مصدرية عطف على مفعولي تعلموا (فلن أبرح الأرض) لن أفارق أرض مصر (حتى يأذن (6) لي أبي (7)) في الرجوع إليه (أو يحكم الله لي) يقضي لي بالخروج (وهو خير الحاكمين) فتخلف يهوذا وقال (ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق) في الظاهر (وما شهدنا) عليه (إلا بما علمنا) وشاهدنا من إخراج الصاع من رحله (وما كنا للغيب حافظين) أي لم نعلم حين أعطيناك الموثق أنه سيسرق أو لم نعلم باطن الأمر أنه سرق أو دس الصاع في رحله...

(1) جينا.
(2) فهو: بسكون الهاء.
(3) ليأخذ.
(4) درجات من يشاء.
(5) تأخذ.
(6) يأذن.
(7) لي: بفتح الياء أبى: بفتح الياء.
(٢٤٧)
مفاتيح البحث: الظلم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»