تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٥٠
وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين * (103) * وما تسلهم عليه من أجر إن هو إلا ذكر للعلمين * (104) * وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون * (105) * وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون * (106) * أفأمنوا أن تأتيهم غشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون * (107) * قل هذه سبيلي ادعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين * (108) * وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون * (109) * حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجى من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين * (110) * لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شئ وهدى ورحمة لقوم يؤمنون * (111) * (13) سورة الرعد مدنية وآياتها 43 نزلت بعد سورة محمد
____________________
(وما أكثر الناس ولو حرصت) على إيمانهم واجتهدت في دعائهم (بمؤمنين وما تسئلهم عليه) أي القرآن (من أجر) جعل تأخذه منهم (إن هو) ما القرآن (إلا ذكر) عظة (للعالمين وكأين (1)) وكم (من آية) دلالة (في السماوات والأرض) دالة على توحيد الله وقدرته (يمرون عليها) يشاهدونها (وهم عنها معرضون) لا يتفكرون فيها (وما يؤمن أكثرهم بالله) في اعترافهم بإلهيته وربوبيته (إلا وهم مشركون) بعبادتهم غيره أو بجحد القرآن ونبوة محمد أو بطاعة الشيطان في المعاصي أو بنحو قولهم لولا فلان لهلكت، روي أنه شرك طاعة لا شرك عبادة (أفأمنوا أن تأتيهم الساعة بغتة) فجأة (وهم لا يشعرون) بإتيانها بعلامة متقدمة (قل هذه) الدعوة إلى الإيمان (سبيلي (2)) سنتي (أدعو إلى الله) إلى دينه (على بصيرة) كائنا على حجة بينة (أنا) تأكيد للمستكن (ومن اتبعني) عطف عليه (وسبحان الله) تنزيها له عما أشركوا (وما أنا من المشركين) شيئا (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا) لا ملائكة (نوحي إليهم (3) من أهل القرى) الأمصار لأنهم أعلم وأعقل من أهل البدو (أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم) من مكذبي الرسل فيعتبروا بهم (ولدار الآخرة خير للذين اتقوا) الله (أفلا تعقلون) يتفكرون بعقولهم ليعلموا ذلك وقرئ بالياء (حتى إذا استيئس الرسل) غاية لما دل عليه وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا أي أمهلنا مكذبيهم كما أمهلنا مكذبيك حتى يئس الرسل من إيمانهم (وظنوا أنهم قد كذبوا (5)) أيقن الرسل أن قومهم كذبوهم تكذيبا لا إيمان بعده وخففه الكوفيون أي أيقن الرسل أن قومهم أخلفوهم وعدهم بالإيمان أو ظن الأعم أن الرسل كذبوهم فيما أخبروهم به من النصر عليهم أو ظنوا أن الرسل أخلفوا ما وعدوه من النصر (جاءهم نصرنا فنجي) بنونين مضارعا وبنون ماضيا مجهولا (من نشاء) المؤمنين (ولا يرد بأسنا) عذابنا (عن القوم المجرمين) المشركين (لقد كان في قصصهم) أي الرسل أو يوسف وإخوته (عبرة لأولى الألباب) عظة لذوي العقول (ما كان) القرآن (حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه) ما تقدمه من الكتب (وتفصيل) بيان (كل شئ) يحتاج إليه في الدين (وهدى ورحمة) بيانا ونعمة (لقوم يؤمنون) خصوا بالذكر لأنهم المنتفعون.

(1) وكائن - وكأى بالتشديد في الوقف.
(2) سبيلي. بفتح الياء.
(3) يوحى. بفتح الحاء. (إليهم. بضم الهاء.
(4) استايس.
(5) كذبوا. بتشديد الذال المكسورة.
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»