تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٤١
بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون * (18) * وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بشراي هذا غلام وأسروه بضعة والله عليم) * بما يعملون * (19) * وشروه بثمن) * بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين * (20) * وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون * (21) * ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزى المحسنين * (22) * وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون * (23) * ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهن ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين * (24) * واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدا الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم * (25) * قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها
____________________
بدم كذب) وصف به مبالغة أو ذي كذب أي مكذوب فيه فإنه دم سخلة ذبحوها ولطخوه به وذهلوا أن يمزقوه فقال يعقوب كيف أكله ولم يمزق قميصه (قال بل سولت) زينت (لكم أنفسكم أمرا) فصنعتموه (فصبر جميل) لا جزع فيه أجمل أو فأمري صبر (والله المستعان على ما تصفون) على دفعه أو على الصبر عليه (وجاءت سيارة) مسافرون من مدين إلى مصر بعد إلقائه في الجب بثلاث سنين (فأرسلوا واردهم) من يرد الماء ليستقي لهم (فأدلى (1)) أرسل في الجب (دلوه) فتعلق بها يوسف فلما رآه (قال يا بشرى (2)) احضري فهذا أوانك (هذا غلام وأسروه) وأخذوه عن رفقتهم وقالوا ادفعوه لنا أهل الماء لنبيعه لهم أو أسره إخوته حين علموا به فقالوا هذا عبدنا أبق وسكت خوفا أن يقتلوه (بضاعة) حال (والله عليم بما يعملون) بسرهم أو بكيد إخوته (وشروه) أي باعوه أي إخوته أو اشتراه الرفقة منهم (بثمن بخس) ناقص أو زيوف (دراهم) بدل من ثمن (معدودة) قليلة عشرين أو ثمانية وعشرين (وكانوا) أي إخوته أو الرفقة (فيه من الزاهدين وقال الذي اشتراه من مصر) العزيز (لامرأته) راعيل ولقبها زليخاء (أكرمي مثواه) مقامه عندنا (عسى (3) أن ينفعنا) في أمورنا (أو نتخذه ولدا) كان عقيما وتفرس فيه الرشد (وكذلك) كما جعلنا له مخرجا حسنا (مكنا ليوسف في الأرض) أرض مصر ليقيم العدل فيها (ولنعلمه من تأويل (4) الأحاديث والله غالب على أمره) لا يغلبه شئ أو على أمر يوسف حتى بلغه ما قدر له (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) ذلك (ولما بلغ أشده) كمال شدته وقوته (آتيناه حكما) بين الناس أو حكمة (وعلما) بتعبير الرؤيا وفقها في الدين (وكذلك) الجزاء له (نجزي المحسنين) في أعمالهم (وراودته التي هو في بيتها عن نفسه) طلبت منه أن يواقعها (وغلقت الأبواب) وكانت سبعة (وقالت هيت (5) لك) اسم فعل أي هلم أو أقبل واللام للتبيين (قال معاذ الله) أعوذ به معاذا (إنه ربي (6)) أي زوجك سيدي (أحسن مثواي) مقامي بإكرامي فلا أخونه في أهله أو الهاء لله أي خالقي رفع محلي فلا أعصيه (إنه لا يفلح الظالمون) بالخيانة أو الزناء (ولقد همت به) قصدت مخالطته (وهم بها) مال طبعه إليها لا القصد الاختياري والمدح لمن كف نفسه عن الفعل (لولا أن رأى (7) برهان ربه) أي لولا النبوة المانعة من القبيح لهم ولكنه لم يهم لذلك (كذلك) أريناه البرهان (لنصرف عنه السوء والفحشاء) الخيانة والزناء (إنه من عبادنا المخلصين (8)) دينهم لله على الكسر أو المختارين للنبوة على الفتح (واستبقا الباب) بادراه هو للهرب وهي لتمسكه فلحقته وجذبته (وقدت قميصه من دبر) من خلفه (وألفيا سيدها) وجدا زوجها (لدى الباب قالت) له (ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن) إلا سجن أي حبس (أو عذاب أليم) ضرب مؤلم

(1) فادلى. بكسر اللام بعدها ياء.
(2) يا بشراي ثلاثة أوجه الإمالة المحصنة وبين بين وفتح.
(3) عسى: بكسر السين بعدها ياء.
(4) تأويل (5) هيت - هئت بكسر أوله وفتح التاء فيهما - هئت - هيت بكسر أوله وضم التاء فيهما.
(6) ربي. بفتح الياء.
(7) رئى. بفتح الراء وكسر الهمزة - رئى بكسر الراء والهمزة (8) المخلصين. بكسر اللام الثانية.
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»