تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٤٩
اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبى يأت بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين * (93) * ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون * (94) * قالوا تالله إنك لفي ضللك القديم * (95) * فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون * (96) * قالوا يأبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خطين * (97) * قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم * (98) * فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين * (99) * ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم * (100) *، رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت ولى في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين * (101) * ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون * (102) *
____________________
(اذهبوا بقميصي هذا) وهو المتوارث الذي كان في تعويذه (فألقوه على وجه أبي يأت (1)) بعد (بصيرا وأتوني (2) بأهلكم أجمعين ولما فصلت العير) خرجت من مصر (قال أبوهم) لمن عنده (إني لأجد ريح يوسف) وصلها الله إليه من مسيرة عشرة أو أكثر (لولا أن تفندون (3)) الفند ضعف الرأي وجواب لولا محذوف أي لصدقتموني (قالوا) له (تا الله إنك لفي ضلالك القديم) بعدك عن الصواب بإفراطك في حبه ورجاء لقائه (فلما أن) زائدة (جاء البشير) يهوذا (ألقاه) طرح البشير أو يعقوب القميص (على وجهه) وجه يعقوب (فارتد) عاد (بصيرا قال ألم أقل لكم إني (4) أعلم من الله ما لا تعلمون) من حياة يوسف وكشف الشدة (قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين) فيما فعلنا (قال سوف أستغفر لكم ربي (5) إنه هو الغفور الرحيم) روي أخره إلى السحر ليلة الجمعة (فلما دخلوا على يوسف) قيل استقبله يوسف والملك وأهل مصر ودخلوا في مكان خارج مصر (آوى (6) إليه أبويه) أباه وخالته تزوجها أبوه بعد أمه فسميت أما للوجهين (وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) من كل مكروه وتعلقت المشيئة بالدخول المكيف بالأمن (ورفع أبويه) معه (على العرش) على سرير الملك (وخروا له سجدا) كان سجودهم لله طاعة وشكرا أو ليوسف تحية وإعظاما وقرئ وخروا لله ساجدين (وقال يا أبت (7) هذا تأويل (8) رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا) وكان بعد رؤياه وتأويلها ثمانون سنة أو أربعون (وقد أحسن بي (9) إذ أخرجني من السجن) ولم يذكر الجب لأنه نوع تثريب (وجاء بكم من البدو) البادية وكانوا سكنوها لمواشيهم (من بعد أن نزغ الشيطان) أفسد (بيني وبين إخوتي) بالحسد (إن ربي لطيف لما يشاء) في تدبيره (إنه (1) هو العليم) بالمصالح (الحكيم) في التدبير (رب قد آتيتني من الملك) بعضه (وعلمتني من) أي بعض (تأويل الأحاديث) الرؤيا أو الكتاب (فاطر السماوات والأرض) أي خالقهما (أنت وليي) متولي أمري (في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين) في ثوابهم (ذلك) المقصوص (من أنباء الغيب) ما غاب عنك يا محمد (نوحيه إليك وما كنت لديهم (11)) عند إخوة يوسف (إذ أجمعوا أمرهم) عزموا على أن يكيدوه (وهم يمكرون) به أي لم تحضرهم فتعلم نبأهم وإنما علمته من جهة الوحي.

(1) يأتيه.
(2) آتوني.
(3) تفندوني.
(4) انى. بفتح الياء.
(5) ربي. بفتح الياء.
(6) آوى. بكسر الواو.
(7) أبت. بفتح التاء - - أيه. بسكون الهاء. أبى.
(8) تأويل.
(9) بي. بفتح الياء.
(10) وإنه.
(11) لديهم. بضم الهاء.
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»