تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٦٤
منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون * (122) * وكذلك جعلنا في كل قرية أكبر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون * (123) * وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتى رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد) * بما كانوا يمكرون * (124) * فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون * (125) * وهذا صراط ربك مستقيما قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون * (126) *، لهم دار السلم عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون * (127) * ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس وقال أولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم * (128) * وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا) * بما كانوا يكسبون * (129) * يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا
____________________
في ذلك (إنكم لمشركون) بترك دين الله إلى دينهم (أومن كان ميتا (1)) أي كافرا بالتخفيف والتشديد (فأحييناه) بالهدى إلى الإيمان (وجعلنا له نورا يمشي به في الناس) علما بالحجج الفاصلة بين الحق والباطل (كمن مثله) صفته (في الظلمات) ظلمات الكفر (ليس بخارج منها) حال من فاعل الظرف (كذلك كما زين للمؤمن إيمانه (زين للكافرين ما كانوا يعملون) زينه الشيطان أو الله بتخليتهم وشأنهم والآية نزلت في حمزة أو عمار وأبي جهل (وكذلك) كما جعلنا فساق مكة أكابرها (جعلنا في كل قرية أكابر) مفعول ثان (مجرميها) أول خليناهم (ليمكروا فيها) وخص الأكابر لأن الناس لهم أطوع (وما يمكرون إلا بأنفسهم) لعود وباله عليهم (وما يشعرون) بذلك (وإذ جاءتهم) أي كفار مكة (آية) على صدق النبي (قالوا لن نؤمن (2) حتى نؤتى (3) مثل ما أوتي رسل الله) قيل قال أبو جهل زاحمنا بني عبد مناف حتى إذا صرنا كفرسي رهان قالوا منا نبي يوحى إليه والله لا نرضى به إلا أن يأتينا وحي كما يأتيه فنزلت (الله أعلم حيث يجعل رسالته) وقرئ رسالاته (سيصيب الذين أجرموا صغار) ذل بعد كبرهم (عند الله) في القيامة (وعذاب شديد بما كانوا يمكرون) بمكرهم (فمن يرد الله أن يهديه) أي يلطف به (يشرح صدره للإسلام) بأن يفسح فيه وينور قلبه (ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا (5)) يمنعه الطاقة حتى ينبو عن قبول الحق فلا يدخله الإيمان (حرجا (6)) بفتح الراء وكسرها أي شديد الضيق (كأنما يصعد (7)) يتصعد وقرئ يصاعد أي يتصاعد (في السماء) إذا كلف الإيمان لشدته عليه أو كأنما يتصاعد إليها نبوا عن الحق (كذلك) الجعل (يجعل الله الرجس) الخذلان وضع اللطف أو العذاب (على الذين لا يؤمنون (8)) وضع موضع عليهم تعليلا (وهذا) البيان أو الإسلام أو التوفيق والخذلان (صراط (9) ربك) والذي طريقه الذي ارتضاه والذي اقتضته حكمته (مستقيما) لا عوج له أو عادلا حال مؤكدة عاملها معنى الإشارة (قد فصلنا) بينا (الآيات لقوم يذكرون) يتذكرون أي يتعظون فإنهم المنتفعون بها (لهم) للمتذكرين (دار السلام) أي السلامة أو دار الله وهي الجنة (عند ربهم) في ضمانه (وهو وليهم) متولي أمرهم أو ناصرهم (بما كانوا يعملون) بسبب أعمالهم أو متوليهم بجزائها (ويوم نحشرهم (10) جميعا) وقرئ بالياء بإضمار اذكر أو نقول (يا معشر الجن) أي الشياطين (قد استكثرتم من الإنس) من إغوائهم أو منهم بالإغواء (وقال أولياؤهم من الإنس) الذين أطاعوهم (ربنا استمتع بعضنا ببعض) هؤلاء دلونا على الشهوات ونحن أطعناهم (وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا) أي القيامة فكيف يكون حالنا اليوم (قال) الله لهم

(1) ميتا: بتشديد الياء بالكسر.
(2) نومن.
(3) نوتى: بكسر التاء بعدها ياء.
(4) ضيقا: بكسر أوله وسكون الياء.
(5) حرجا: بكسر الراء.
(6) يصعد: بفتح الياء وسكون الصاد وفتح العين مخففة - يصاعد: بتشديد الصاد المفتوحة بعدها ألف.
(7) يؤمنون.
(8) سراط.
(9) (يحشرهم.
(١٦٤)
مفاتيح البحث: الظلم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»