تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٦٧
أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم * (145) * وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون * (146) * فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين * (147) * سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شئ كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون * (148) * قل فلله الحجة البلغة فلو شاء لهداكم أجمعين * (149) * قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا فإن شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربهم يعدلون * (150) *، قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسنا ولا تقتلوا أولدكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذالكم وصاكم به لعلكم تعقلون * (151) * ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي
____________________
التحريم إن كان للذكورة فكل ذكر حرام أو للأنوثة فكل أنثى حرام أو لاشتمال الرحم فالصنفان فمن أين التخصيص ببعض دون بعض (ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين) كما مر (أم) بل (كنتم شهداء) حضورا (إذ وصاكم (1) الله بهذا) التحريم إذ لم تؤمنوا بنبي فلا طريق إلى معرفته إلا المشاهدة (فمن) أي لا أحد (أظلم ممن افترى على الله كذبا) بنسبة تحريم ذلك إليه (ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) إلى ثوابه أو لا يلطف بهم (قل لا أجد فيما أوحي إلى محرما على طاعم يطعمه) يفيد أن لا تحريم إلا بالوحي (إلا أن يكون ميتة (2) أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس) خبيث قذر (أو فسقا) عطف على لحم خنزير (أهل لغير الله به) ذبح على اسم الصنم وسمي فسقا لتوغله فيه (فمن اضطر (3)) إلى تناول شئ من ذلك (غير باغ) اللذة (ولا عاد) حد الضرورة (فإن ربك غفور) له (رحيم) به (وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر) كل ما له إصبع كالإبل والطيور والسباع أو كل ذي مخلب وظفر (ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما) الثروب وشحم الكلى (إلا ما حملت ظهورهما) اشتملت عليها (أو الحوايا) أو ما اشتمل عليه الأمعاء جمع حاوية أو حاوتا (أو ما اختلط بعظم) هو شحم الألية لاختلاطه بالعصعص (ذلك) الجزاء (جزيناهم ببغيهم) بسبب ظلمهم (وإنا لصادقون) فيما نقول (فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة) لأهل طاعته أو لكم حيث أمهلكم (ولا يرد بأسه (5)) عذابه (عن القوم المجرمين) إذا نزل (سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شئ) تعللوا بقول المجبرة والأشاعرة (كذلك كذب الذين من قبلهم) الحجج (حتى ذاقوا بأسنا (6)) عذابنا (قل هل عندكم من علم) حجة توجب علما فيما زعمتم (فتخرجوه لنا إن تتبعون) في ذلك (إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون) تكذبون فيه (قل فلله الحجة البالغة) البينة التي بلغت قطع عذر المحجوج (فلو شاء لهداكم أجمعين) بإلجائكم إلى الإيمان لكنه لم يشأ لمنافاته الحكمة (قل هلم شهداءكم) أحضروهم (الذين يشهدون أن الله حرم هذا فإن شهدوا فلا تشهد معهم) فلا تصدقهم إذ التصديق كالشهادة معهم بالباطل (ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا) وضع موضع ولا تتبع أهواءهم ليدل على أن مكذب الآيات متبع هواه لا غيره (والذين لا يؤمنون (7) بالآخرة) كعبدة الأصنام (وهم بربهم يعدلون) يجعلون له عديلا وتفيد الآية منع التقليد ووجوب اتباع الحجة دون الهوى (قل تعالوا أتل) أقرأ (ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به) أن مفسرة وتعليق المفسر وهو أتل بما حرم لا يمنع عطف الأوامر عليه لرجوع التحريم فيها إلى أضدادها وإن جعل ناصبة فهي منصوبة بعليكم على

(1) وصيكم: بتشديد الصاد بالكسر بعدها ياء.
(2) أن تكون: بتنسوخة؟؟؟ - ميتة: بتشديد الياء بالفتح.
(3) فمن اضطر: بكسر الطاء.
(4) عليهم: بضم الهاء.
(5) باسه.
(6) باسنا.
(7) يؤمنون.
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»