____________________
العالمين) عالمي زمانهم بالنبوة (ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم) عطف على كلا ومن للتبعيض لأن بعضهم ليس نبيا أو على نوحا ويلزم أن يكون في والديهم من ليس بمهدي لجواز أن يراد ببعض آبائهم من عدا العمومة لأن أب العم أب (واجتبيناهم) اصطفيناهم (وهديناهم إلى صراط مستقيم) كرر لبيان ما هدوا إليه من الدين الحق (ذلك) الهدى الذي منحوه (هدى الله يهدي به من يشاء من عباده) ممن يعلمه أهلا له (ولو أشركوا) هؤلاء الأنبياء مع فضلهم وعلو شأنهم (لحبط ما كانوا يعملون) كما يحبط عمل غيرهم لو أشرك (أولئك الذين آتيناهم الكتاب) جنسه (والحكم) الحكمة أو الفصل الحق (والنبوة (1)) فإن يكفر بها بهذه الثلاثة (هؤلاء) أي أهل مكة (فقد وكلنا بها) بمراعاتها (قوما ليسوا بها بكافرين) وهم الأنبياء المذكورون أو الملائكة أو من آمن بالنبي (أولئك) الأنبياء (الذين هدى الله فبهداهم) بطريقهم من التوحيد والصبر والتبليغ (اقتده (2)) الهاء للسكت (قل لا أسألكم عليه) على التبليغ أو القرآن (أجرا) كما لم يسأل الأنباء قبلي وهذا مما يقتدى بهم فيه (إن هو) ما التبليغ أو القرآن (إلا ذكرى (3)) عظة (للعالمين) للثقلين (وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما نزل (4) الله على بشر من شئ) ما عرفه اليهود حق معرفته حين أنكروا الرسل والوحي إذ من عرف الله أنه قادر حكيم لم يخلق الخلق عبثا وأنهم إليه راجعون ليجزي الذين أساؤا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى لزمه أن يقر بأنه يبعث إليهم رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة (قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى (5) نورا وهدى للناس تجعلونه (6) قراطيس تبدونها وتخفون (7) كثيرا) وقرئ الأفعال الثلاثة بالياء وهو إلزام لهم وذم على تفريقهم التوراة في ورقات وإبداء ما يشتهون منها وإخفاء كثير كنعت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (وعلمتم) على لسان محمد (ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم) ف (إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون) (قل الله) أي أنزله الله إذ لا جواب غيره (ثم ذرهم في خوضهم) باطلهم (يلعبون) حال من ذرهم أو من خوضهم (وهذا) القرآن (كتاب أنزلناه مبارك) كثير النفع (مصدق الذي بين يديه) قبله من الكتاب (ولتنذر أم القرى (8)) عطف على محذوف ولتنذر أهل مكة لأنها قبلة أهل القرى ومحجهم أو لأن فيها أول بيت وضع أو لدحو الأرض من تحتها (ومن حولها) سائر الناس (والذين يؤمنون (9) بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون) فإن خوف المعاقبة يبعث على الإيمان بالرسول والقرآن (ومن) لا أحد (أظلم ممن افترى (10) على الله كذبا) بادعاء النبوة أو الأعم منه (أو قال أوحى إلى ولم يوح إليه شئ) قيل نزلت في مسيلمة أو ابن أبي سرح كان يكتب للنبي فلما نزل (ولقد خلقنا الإنسان - إلى قوله -