تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٥٩
أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين * (89) * أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعلمين * (90) * وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شئ قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون * (91) * وهذا كتب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون * (92) * ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحى إلى ولم يوح إليه شئ ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون * (93) * ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء
____________________
العالمين) عالمي زمانهم بالنبوة (ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم) عطف على كلا ومن للتبعيض لأن بعضهم ليس نبيا أو على نوحا ويلزم أن يكون في والديهم من ليس بمهدي لجواز أن يراد ببعض آبائهم من عدا العمومة لأن أب العم أب (واجتبيناهم) اصطفيناهم (وهديناهم إلى صراط مستقيم) كرر لبيان ما هدوا إليه من الدين الحق (ذلك) الهدى الذي منحوه (هدى الله يهدي به من يشاء من عباده) ممن يعلمه أهلا له (ولو أشركوا) هؤلاء الأنبياء مع فضلهم وعلو شأنهم (لحبط ما كانوا يعملون) كما يحبط عمل غيرهم لو أشرك (أولئك الذين آتيناهم الكتاب) جنسه (والحكم) الحكمة أو الفصل الحق (والنبوة (1)) فإن يكفر بها بهذه الثلاثة (هؤلاء) أي أهل مكة (فقد وكلنا بها) بمراعاتها (قوما ليسوا بها بكافرين) وهم الأنبياء المذكورون أو الملائكة أو من آمن بالنبي (أولئك) الأنبياء (الذين هدى الله فبهداهم) بطريقهم من التوحيد والصبر والتبليغ (اقتده (2)) الهاء للسكت (قل لا أسألكم عليه) على التبليغ أو القرآن (أجرا) كما لم يسأل الأنباء قبلي وهذا مما يقتدى بهم فيه (إن هو) ما التبليغ أو القرآن (إلا ذكرى (3)) عظة (للعالمين) للثقلين (وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما نزل (4) الله على بشر من شئ) ما عرفه اليهود حق معرفته حين أنكروا الرسل والوحي إذ من عرف الله أنه قادر حكيم لم يخلق الخلق عبثا وأنهم إليه راجعون ليجزي الذين أساؤا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى لزمه أن يقر بأنه يبعث إليهم رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة (قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى (5) نورا وهدى للناس تجعلونه (6) قراطيس تبدونها وتخفون (7) كثيرا) وقرئ الأفعال الثلاثة بالياء وهو إلزام لهم وذم على تفريقهم التوراة في ورقات وإبداء ما يشتهون منها وإخفاء كثير كنعت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (وعلمتم) على لسان محمد (ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم) ف‍ (إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون) (قل الله) أي أنزله الله إذ لا جواب غيره (ثم ذرهم في خوضهم) باطلهم (يلعبون) حال من ذرهم أو من خوضهم (وهذا) القرآن (كتاب أنزلناه مبارك) كثير النفع (مصدق الذي بين يديه) قبله من الكتاب (ولتنذر أم القرى (8)) عطف على محذوف ولتنذر أهل مكة لأنها قبلة أهل القرى ومحجهم أو لأن فيها أول بيت وضع أو لدحو الأرض من تحتها (ومن حولها) سائر الناس (والذين يؤمنون (9) بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون) فإن خوف المعاقبة يبعث على الإيمان بالرسول والقرآن (ومن) لا أحد (أظلم ممن افترى (10) على الله كذبا) بادعاء النبوة أو الأعم منه (أو قال أوحى إلى ولم يوح إليه شئ) قيل نزلت في مسيلمة أو ابن أبي سرح كان يكتب للنبي فلما نزل (ولقد خلقنا الإنسان - إلى قوله -

(1) والنبوءة.
(2) اقند: بكسر الدال وحذف الهاء من آخره - بكسر الدال والهاء.
(3) ذكرى: بكسر الراء بعدها ياء.
(4) أنزل.
(5) موسى: بكسر السين بعدها ياء.
(6) يجعلونه (7) يبدونها ويخفون (8) ولينذر أم القرى: بكسر الراء بعدها ياء.
(9) يؤمنون.
(10) افترى: بكسر الراء بعدها ياء
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»