تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٦٥
على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كفرين * (130) * ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غفلون * (131) * ولكل درجت مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون * (132) * وربك الغنى ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين * (133) * إن ما توعدون لات وما أنتم بمعجزين * (134) * قل يقوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون * (135) * وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون * (136) * وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولدهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون * (137) * وقالوا هذه أنعم وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم وأنعم حرمت ظهورها وأنعم لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون * (138) * وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم
____________________
(النار مثواكم (1)) مقامكم (خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا) أي ينتصر بعضهم ببعض أو نكل بعضهم إلى بعض في القيامة أو نقرنه في النار (بما كانوا يكسبون) من الشر (يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم) من مجموعكم وهم من الإنس خاصة ك يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان وقيل كل من الثقلين وقيل رسل الجن رسل الرسل إليهم، وروي أن الله بعث نبيا إلى الجن يقال له يوسف فقتلوه وأرسل محمدا إلى الثقلين (يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا) مجيبين: (شهدنا على أنفسنا) بالكفر واعترفنا باستحقاق العذاب (وغرتهم الحياة الدنيا) فكفروا (وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين ذلك) أي إرسال الرسل خبر محذوف أي الأمر ذلك (أن) مخففة أو مصدرية بتقدير لام أي لأنه (لم يكن ربك) أي لانتفاء كونه (مهلك القرى (2)) أو بدل من ذلك (بظلم) بسبب ظلم منها أو ظالما (وأهلها غافلون) لم ينبهوا برسول (ولكل) من المكلفين (درجات مما عملوا) من جزاء أعمالهم (وما ربك بغافل عما يعملون) فيخفي قدر جزائه وقرئ بالتاء (وربك الغني) عن خلقه وإطاعتهم (ذو الرحمة) يترحم عليهم بالتكليف ليعرضهم للنفع الدائم (إن يشأ يذهبكم) يهلككم أيها العصاة (ويستخلف من بعدكم ما يشاء) من الحق (كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين) بيان لقدرته على استخلاف قوم مكان قوم (إن ما (3) توعدون لآت وما أنتم بمعجزين) الله من إتيان ما وعد (قل يا قوم اعملوا على مكانتكم (4)) تمكينكم أو طريقكم أو حالتكم وقرئ مكاناتكم وهو تهديد أي أثبتوا على كفركم كقوله اعملوا ما شئتم (إني عامل) على ما أنا عليه من الإسلام ومغايرتكم (فسوف تعلمون من تكون (5) له عاقبة الدار) أي العاقبة الحسنى في الدار الآخرة (إنه لا يفلح الظالمون) وضع موضع الكافرين لعمومه (وجعلوا) أي المشركون (لله ما ذرأ) خلق (من الحرث) الزرع (والأنعام نصيبا) حظا يطعمونه الضيفان والمساكين ولآلهتهم منه نصيبا يصرفونه إلى سدنتها (فقالوا هذا لله بزعمهم (6) وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله) إلى جهته (وما كان لله فهو (7) يصل إلى شركائهم) كانوا إذا رأوا نصيب الله أزكى بدلوه بنصيب آلهتهم وإن رأوا نصيبها أزكى تركوه لها وقيل إن سقط في نصيبه شئ من نصيبها التقطوه وإن عكس تركوه (ساء ما يحكمون) حكمهم هذا (وكذلك) كما زين لهم فعلهم (زين لكثير من المشركين قتل أولادهم (8)) بالواد ونحرهم للأصنام (شركاؤهم (9)) من الشياطين أو السدنة وهو فاعل زين وقرئ بالبناء للمفعول ونصب أولادهم وجر شركائهم وفيه تعسف (ليردوهم) ليهلكوهم (وليلبسوا) يخلطوا (عليهم

(1) مثويكم.
(2) القرى: بكسر الراء بعدها ياء.
(3) مقطوع بالاتفاق.
(4) مكاناتكم.
(5) يكون.
(6) بزعمهم: بضم الزاي.
(7) فهو: بسكون الهاء.
(8) زين: بضم الزاي وتشديد الياء بالكسر - لكثير من المشركين قتل: بضم اللام - أولادهم: بفتح الدال وضم الهاء.
(9) شركائهم: بكسر الهاء.
(١٦٥)
مفاتيح البحث: الهلاك (1)، القتل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»