تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٧٥
ورحمة لقوم يؤمنون * (52) * هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون * (53) * إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات) * بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين * (54) * ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين * (55) * ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين * (56) * وهو الذي يرسل الريح بشرا) * بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون * (57) * والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون * (58) * لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم * (59) *
____________________
ورحمة لقوم يؤمنون (1)) حال من الهاء (هل ينظرون) ما ينتظرون (إلا تأويله) ما يؤول إليه أمره (يوم يأتي (2) تأويله) وهو يوم القيامة (يقول الذين نسوة من قبل) تركوه كالمنسي (قد جاءت رسل ربنا بالحق) فليتنا لم نكذبهم (فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد) إلى الدنيا (فنعمل غير الذي كنا نعمل) جواب أو نرد (قد خسروا أنفسهم) أهلكوها بالعذاب (وضل) غاب (عنهم ما كانوا يفترون) من دعوى الشركاء وشفاعتهم (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام) في مقدارها إذ لا شمس حينئذ ولا زمان والخلق التدريجي مع القدرة على الدفعي أعظم دليل على الاختيار (ثم استوى (3)) من كل شئ فليس شئ أقرب إليه من شئ أو استقام أمره أو استولى (على العرش) الجسم المحيط بسائر الأجسام (يغشي (4) الليل النهار) يغطيه بظلامه وحذف عكسه للعلم به وقرئ بتشديد يغشي (يطلبه) يعقبه كالطالب له (حثيثا) سريعا صفة مصدر أو حال من الفاعل أو المفعول (والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره) مذللات بتصرفه ونصب عطفا على السماوات ومسخرات حال وقرئ برفع الجميع على الابتداء والخبر (ألا له) وحده (الخلق والأمر) يخلق ما يشاء ويحكم ما يريد (تبارك الله) تعالى أو تكاثر خيره (رب العالمين ادعوا ربكم تضرعا وخفية) تذللا وسرا (إنه لا يحب المعتدين) للحد في الدعاء كطلب منزلة النبي والإمام أو الصباح أو في كل أمر (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) بالرسل والكتب (وادعوه خوفا) خائفين من رده أو عقابه أو عدله (وطمعا) في إجابته أو عفوه أو فضله (إن رحمة (6) الله قريب من المحسنين) تقوية للطمع وذكر قريب لإضافة الرحمة إلى الله أو لأنها بمعنى الرحم (وهو (7) الذي يرسل الرياح) وقرئ الريح (بشرا) بالنون جمع نشور كرسول وبالباء جمع بشير (بين يدي رحمته) قدام المطر (حتى إذا أقلت) حملت (سحابا ثقالا) بالماء جمع للمعنى أي سحائب (سقناه) أفرد الضمير للفظ (لبلد ميت (8)) لا نبات فيه أي لإحيائه (فأنزلنا به الماء) بالبلد أو السحاب (فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك) الإخراج (نخرج الموتى (9)) من قبورهم بالإحياء (لعلكم تذكرون) فتوقنون بالصانع والبعث (والبلد الطيب) الأرض العذبة التراب (يخرج نباته) زاكيا (بإذن ربه) بأمره وتيسيره (والذي خبث) ترابه كالسبخة (لا يخرج (10)) نباته (إلا نكدا) قليلا بلا نفع (كذلك) البيان (نصرف الآيات) نبينها (لقوم يشكرون) نعم الله فيؤمنون به والآية مثل لمن اتعظ بالآيات ومن أعرض عنها (لقد أرسلنا نوحا إلى قومه) وهو ابن أربعين أو أكثر (فقال يا قوم اعبدوا الله) وحده (ما لكم من إله غيره (11) إني أخاف عليكم)

(1) يؤمنون.
(2) يأتي.
(3) استوى: بكسر الواو بعدها ياء.
(4) يغشى: بفتح العين وتشديد الشين بالكسر.
(5) خفية: بكسر الحاء.
(6) رحمت.
(7) وهو بسكون الهاء.
(8) ميت: بسكون الياء.
(9) الموتى: بكسر التاء بعدها ياء.
(10) يخرج: بضم أوله وكسر الراء.
(11) غيره: بكسر الراء.
(١٧٥)
مفاتيح البحث: الموت (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»