تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٦٠
لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون * (94) *، إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذالكم الله فأنى تؤفكون * (95) * فالق الاصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم * (96) * وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمت البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون * (97) * وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون * (98) * وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شئ فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنت من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشبه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذالكم لآيات لقوم يؤمنون * (99) * وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنت) * بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون * (100) * بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صحبة وخلق كل شئ وهو بكل شئ عليم * (101) * ذالكم الله ربكم لا إله إلا هو خلق كل شئ فاعبدوه وهو على كل شئ وكيل * (102) * لا تدركه الأبصار وهو يدرك
____________________
خلقا آخر قال متعجبا فتبارك الله أحسن الخالقين فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) اكتبها فكذلك نزلت فشك فقال إن صدق محمد فقد أوحي إلى كما أوحى إليه وإن كذب فقد قلت كما قال (ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله) وهم الذين قالوا لو نشاء لقلنا مثل هذا وقيل هو ابن أبي سرح (ولو ترى (1) إذ الظالمون في غمرات الموت) شدائده وسكراته من غمره الماء إذا غشيه (والملائكة باسطوا أيديهم) لقبض أرواحهم أو بالعذاب يقولون تغليظا عليهم (أخرجوا أنفسكم) لنقبضها أو خلصوها من العذاب (اليوم تجزون عذاب الهون) الهوان وإضافته إليه لتمكنه فيه (بما كنتم تقولون على الله غير الحق) كالإشراك ودعوى الإيحاء بالكذب (وكنتم عن آياته) عن الإيمان بها (تستكبرون) وجواب لو محذوف أي لرأيت أمرا فظيعا (ولقد جئتمونا فرادى (2)) منفردين عن الأهل والمال (كما خلقناكم أول مرة) بدل منه أو حال مرادفة أو مداخلة أي مشبهين ابتداء خلقكم حفاة عراة غرلا (وتركتم ما خولناكم) ما أعطيناكم من الأموال (وراء ظهوركم) لم تحتملوا منه شيئا ولا قدمتموه (وما نرى (3) معكم شفعاءكم) الأصنام (الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء) الله (لقد تقطع بينكم) وصلكم (وضل) ضاع (عنكم ما كنتم تزعمون) من شفاعتها أو أن لا بعث (إن الله فالق الحب) شاقه بالنبات (والنوى (4)) وشاق النواة اليابسة فيخرج منها النخل والشجر (يخرج الحي من الميت (5)) الحيوان من النطفة والطائر من البيضة والنامي من الحب والنوى (ومخرج الميت (5)) هذه الأشياء (من الحي) الحيوان والنامي (ذلكم) الفالق والمخرج (الله) المستحق للعبادة (فأنى تؤفكون (6)) تصرفون عنه مع وضوح الدليل (فالق الإصباح) شاق عمود الصبح من ظلمة الليل (وجعل الليل (7) سكنا) يسكن الخلق فيه أو للاستراحة والطمأنينة (والشمس والقمر) نصبا بإضمار جعل أو بالعطف على محل الليل (حسبانا) حسابا للأوقات (ذلك) المذكور (تقدير العزيز) في سلطانه (العليم) بتدبير خلقه (وهو (8) الذي جعل لكم) خلق لنفعكم (النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر) في ظلمات الليل فيهما وأضيفت إليهما للملابسة وهو تخصيص لبعض منافعهما بعد الإجمال، القمي النجوم آل محمد (قد فصلنا الآيات) بينا الحجج (لقوم يعلمون) لأنهم المنتفعون به (وهو (8) الذي أنشأكم من نفس واحدة) هو آدم (فمستقر (9) ومستودع) فلكم استقرار في الأرحام أو فوق الأرض والاستيداع في الأصلاب أو القبور أو مكان استقرار واستيداع وقرئ بكسر القاف اسم فاعل أي قار (قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون) مواقعها وذكر في السابقة يعلمون وهنا يفقهون لأن إنشاء الإنس من آدم وتصريف أحوالهم أدق فيحتاج إلى دقة نظر (وهو الذي أنزل من السماء) من جهتها أو السحاب (ماء فأخرجنا) التفات عن الغيبة (به) بالماء (نبات كل شئ) رزقه

(1) ترى: بكسر الراء بعدها ياء.
(2) جيتمونا فرادى: بكسر الدال بعدها ياء.
(3) نرى بكسر الراء بعدها ياء.
(4) والنوى: بكسر الواو بعدها ياء.
(5) الميت: بسكون الياء.
(6) فأنى: بتشديد النون المكسورة بعدها ياء توفكون (7) وجاعل: بضم اخره - الليل: بكسر آخره.
(8) وهو: بسكون الهاء.
(9) فمستقر: بكسر القاف.
(١٦٠)
مفاتيح البحث: العزّة (1)، الموت (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»