تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٥٧
ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولى ولا شفيع وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم) * بما كانوا يكفرون * (70) * قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشيطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين * (71) * وأن أقيموا الصلاة واتقوه وهو الذي إليه تحشرون * (72) * وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق ويوم يقول كن فيكون قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في الصور علم الغيب والشهدة وهو الحكيم الخبير * (73) *، وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين * (74) * وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين * (75) * فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين * (76) * فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين * (77) * فلما رأى الشمس بازغة
____________________
فلا تقعد بعد الذكرى (1)) ذكرك النهي (مع القوم الظالمين) أي معهم، وأقيم الظاهر مقامه إيذانا بظلمهم بوضع الاستهزاء موضع التعظيم (وما على الذين يتقون) ما يلزمهم بمجالسة الخائضين (من حسابهم) مما يحاسبون عليه من القبائح (من شئ ولكن ذكرى (1)) عليهم أن يذكروهم ذكرى ويبصرونهم ما استطاعوا (لعلهم يتقون) نزلت لما قال المسلمون إن كان كلما استهزأ المشركون قمنا وتركناهم فلا ندخل إذا المسجد الحرام (وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا) تهاونوا به أي أعرض عنهم ولا تبال بهم (وغرتهم الحياة الدنيا) فألهتهم عن العقبي (وذكر به) بالقرآن (أن تبسل نفس) مخافة أن تسلم إلى الهلكة (بما كسبت) بسوء عملها (ليس لها من دون الله ولي) ناصر (ولا شفيع) ينجيها من العذاب (وإن تعدل كل عدل) تفد كل فداء أو نصب كل مصدرا (لا يؤخذ منها) المسند إليه منها لا ضمير المصدر بخلاف ولا يؤخذ منها عدل أي فدية (أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا) أسلموا للهلكة بسوء عملهم (لهم شراب من حميم) ماء يغلي حار (وعذاب أليم) هو النار (بما كانوا يكفرون) بكفرهم (قل أندعوا) أنعبد (من دون الله ما لا ينفعنا) إن عبدناه (ولا يضرنا) إن تركناه (ونرد على أعقابنا) ونرجع إلى الشرك (بعد إذ هدانا الله) بالتوفيق للإسلام (كالذي) مشبهين الذي أو ردا كرد الذي (استهوته (2) الشياطين) ذهبت به المردة من هوى أي ذهب (في الأرض) جعلته مردة الجن تائها في المفازة التي لا ماء فيها (حيران) متحيرا لا يدري كيف يصنع (له) المستهوى (أصحاب) رفقاء (يدعونه إلى الهدى) أي يدعونه إلى طريق الحق يقولون له (ائتنا) فيعرض عنهم فيهلك (قل إن هدى الله) أي الإسلام (هو الهدى) وحده (وأمرنا لنسلم) وقد أمرنا بالإسلام (لرب العالمين) أو أمرنا بذلك لنسلم، واللام بمعنى الباء أو للتعليل (وأن أقيموا الصلاة واتقوه) عطف على لنسلم أي لإقامتها أو بإقامتها (وهو (4) الذي إليه تحشرون) بعد الموت للجزاء (وهو (4) الذي خلق السماوات والأرض) قائما (بالحق) والحكمة (ويوم يقول كن فيكون) خبر لقوله (قوله الحق) أي تكوينه الحق والحكم حين تكون الأشياء وقيل نصب عطفا على السماوات أو الهاء في اتقوه (وله الملك) مختص به (يوم ينفخ في الصور) قرن من نور التقمه إسرافيل ينفخ فيه وفيه بعدد كل إنسان ثقب فيها روحه (عالم الغيب والشهادة (5)) ما غاب وما شوهد (وهو (4) الحكيم) في أفعاله (الخبير) بكل شئ (وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر (5)) هو عمه والعم يدعى أبا، وأبوه تارخ إجماعا (أتتخذ أصناما آلهة (6)) نكر أصناما للتحقير والاستفهام للتوبيخ (إني أراك (7) وقومك في ضلال) عن الحق (مبين وكذلك) التبصير (نري إبراهيم) تبصرة (ملكوت السماوات والأرض) ملكهما والتاء للمبالغة روى كشط له

(1) الذكرى: بكسر الراء بعدها ياء.
(2) استهويه بالإمالة. استهواه.
(3) وهو بسكون الهاء.
(4) والشهادة بكسر الدال (5) آزر: بضم الراء.
(6) آلهة.
(7) أريك.
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»