تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٥٨
قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يقوم إني برئ مما تشركون * (78) * إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين * (79) * وحاجه قومه قال أتحجوني في الله وقد هدان ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شئ علما أفلا تتذكرون * (80) * وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطنا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون * (81) * الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون * (82) * وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجت من نشاء إن ربك حكيم عليم * (83) * ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزى المحسنين * (84) * وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين * (85) * وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين * (86) * ومن آبائهم وذريتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم * (87) * ذلك هدى الله يهدى به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون * (88) *
____________________
عن الأرضين حتى رآهن وما تحتهن وعن السماوات حتى رآهن وما فيهن من الملائكة وحملة العرش (وليكون من الموقنين فلما جن عليه الليل رأى (1) كوكبا) أي الزهرة أو المشتري (قال هذا ربي) على طريق الإنكار أو على طريق من ينصف خصمه مع علمه أنه مبطل فيحكي قوله ثم يظهر بطلانه ليكون أدعى إلى الحق (فلما أفل) غاب (قال لا أحب الآفلين) أن أتخذهم أربابا لأن الأفول من صفات المحدث (فلما رأى القمر بازغا) طالعا (قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي) بلطفه وتوفيقه (لأكونن من القوم الضالين) تعريض بضلال قومه بعبادة المصنوع (فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي) ذكر المبتدأ لتذكير الخبر (هذا أكبر) من الأولين (فلما أفلت قال يا قوم إني برئ مما تشركون) بالخالق من الأجرام المخلوقة المحتاج إلى محدث يحدثها (إني وجهت وجهي (2)) نفسي وعبادتي (للذي فطر السماوات والأرض) خلقهما وهو الله (حنيفا) مائلا إلى توحيده (وما أنا من المشركين وحاجه قومه) جادلوه في التوحيد (قال أتحاجوني (3) في الله) في وحدانيته (وقد هدان (4)) إلى توحيده (ولا أخاف ما تشركون به) من آلهتكم أن تضرني إذ لا تضر ولا تنفع (إلا أن يشاء ربي شيئا) من سوء يصيبني من جهتها (وسع ربي كل شئ) أحاط به (علما أفلا تتذكرون) فتميزوا الحق من الباطل (وكيف أخاف ما أشركتم) ولا يضر ولا ينفع (ولا تخافون أنكم أشركتم) أي إشراككم (بالله) الخالق القادر على الضرر والنفع (ما لم ينزل (5) به) بإشراكه (عليكم سلطانا) حجة وهو آلهتكم المخلوقة العاجزة (فأي الفريقين) من الموحدين والمشركين (أحق بالأمن إن كنتم تعلمون) من أولى العلم (الذين آمنوا ولم يلبسوا) ولم يخلطوا (إيمانهم بظلم) بشرك وشك (أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) من تمام قوم إبراهيم (وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم) ألهمناه إياها (على قومه نرفع درجات) في العلم والحكمة (من نشاء إن ربك حكيم عليم ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا) منهما أو منهم (هدينا ونوحا هدينا من قبل) قبل إبراهيم (ومن ذريته) الهاء لنوح لقربه ولأن يونس ولوطا ليسا من ذرية إبراهيم وقيل لإبراهيم ومن ذكر في الآية الثالثة عطف على نوحا (داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك) أي كما جزيناهم (نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى) نسب الله عيسى إلى إبراهيم من قبل أمه فيدل على شمول الذرية لأولاد البنت كالحسنين (عليهما السلام) وأنهما ذرية النبي حقيقة (وإلياس كل) منهم (من الصالحين) عملا (وإسماعيل) ابن إبراهيم (واليسع) ابن أخطوب (ويونس) ابن متى (ولوطا) ابن هاران أخي إبراهيم وقيل ابن خالته (وكلا) منهم (فضلنا على

(1) رإى: بكسر الراء والهمزة بعدها ياء. رأى: بكسر الراء والهمزة مفتوحة.
(2) وجهي. بكسر الهاء بعدها ياء.
(3) أتحاجوني. بكسر النون الخفيفة بعدها ياء.
(4) هداني: بكسر النون بعدها ياء.
(5) ينزل. بسكون النون وبكسر الزاي مخففة.
(6) يحيى: بكسر الياء بعدها ياء. وعيسى بكسر السين بعدها ياء.
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»