تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٧١
جهنم منكم أجمعين * (18) * ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين * (19) * فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ورى عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخلدين * (20) * وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين * (21) * فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين * (22) * قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين * (23) * قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتع إلى حين * (24) * قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون * (25) * يبنى آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون * (26) * يبنى آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشيطين أولياء للذين لا يؤمنون * (27) *
____________________
جهة حسناتهم وسيئاتهم ومجئ من في الأولين لتوجهه منها إليهم وعن في الآخرين لانحراف الآتي منها إليهم (ولا تجد أكثرهم شاكرين) مؤمنين (قال اخرج منها مذؤما) مذموما (مدحورا) مطرودا (لمن تبعك منهم) لام الابتداء موطئة للأم القسم في (لأملأن جهنم منكم أجمعين) منك ومن ذريتك ومنهم غلب الحاضر (ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما (1) ولا تقربا هذه الشجرة) بالأكل (فتكونا من الظالمين) فسر في البقرة (2) (فوسوس لهما الشيطان) أوهمهما النصيحة لهما (ليبدي لهما) اللام للعاقبة أو للغرض أي ليظهر لهما (ما وري (3)) ستر (عنهما من سوآتهما) عوراتهما وكانا لا يريانها من أنفسهما ولا أحدهما من الآخر (وقال ما نهاكما (4) ربكما عن هذه الشجرة إلا) كراهة (أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين) في الجنة (وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين) أي أقسم لهما بالله على ذلك أخذ من فاعل مبالغة وقيل أقسما له بالقبول (فدلاهما (5)) أي جعلهما عن درجتهما العالية إلى رتبة سافلة (بغرور) بأن غرهما بقسمه لظنهما أن أحدا لا يقسم بالله كذبا (فلما ذاقا الشجرة) أي ابتدءا بالأكل منها (بدت لهما سوآتهما) أي ظهر لكل منهما قبله وقبل الآخر (وطفقا يخصفان) أي أخذا يرقعان ورقة على ورقة (عليهما من ورق الجنة) وهو ورق التين ليستترا به (وناداهما (6) ربهما ألم أنهكما عن تلك الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين) عتاب على مخالفة النهي وإن كان نهي تنزيه (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا) بترك الأولى (وإن لم تغفر لنا) تستر علينا (وترحمنا لنكونن من الخاسرين) بتضييع حظنا (قال اهبطوا) خطاب لهما ولذريتهما أو لهما ولإبليس (بعضكم لبعض عدو) أي متعادين (ولكم في الأرض مستقر) مصدر أو اسم مكان (ومتاع إلى حين) إلى انقضاء آجالكم (قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون (7)) بالبعث وقرئ بالبناء للفاعل (يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا) خلقناه لكم بأسباب سماوية ومثله وأنزلنا الحديد (يواري) يستر (سوآتكم وريشا) جمالا أي ما يتجملون به أو مالا يقال تريش أي تمول (ولباس التقوى (8)) خشية الله أو الإيمان أو العمل الصالح أو لباس الحرب (ذلك خير) لهم (ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون) فيؤمنون ويشكرون (يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة) بفتنته (ينزع) حال من الفاعل أو المفعول (عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم (9) هو وقبيله) جنوده (من حيث لا ترونهم) للطافة أجسامهم أو شفافيتها وهذا لا يمنع تمثلهم لنا أحيانا (إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون (10)) أي مكناهم من خذلانهم باختيارهم ترك الإيمان أو حكمنا بذلك

(1) شيتما.
(2) انظر الآية 35 منها.
(3) ما ورى: بكسر الراء بعدها ياء مفتوحة.
(4) نهيكما. بكسر الهاء بعدها ياء.
(5) فدلاهما بتشديد اللام بالكسر بعدها ياء.
(6) وناداهما بكسر الدال بعدها ياء.
(7) تخرجون: بفتح أوله وضم الراء.
(8) التقوى بكسر الواو بعدها ياء.
(9) يريكم: بكسر الراء بعدها ياء.
(10) يومنو.
(١٧١)
مفاتيح البحث: الظلم (1)، الخسران (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»