تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٣٠
وأخذنا منهم ميثاقا غليظا * (154) * فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف) * بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا * (155) * وبكفرهم وقولهم على مريم بهتنا عظيما * (156) * وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا * (ا 157) * بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما * (158) * وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا * (159) * فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا * (160) * وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالبطل وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما * (161) * لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما * (162) * إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب
____________________
الأنبياء (1) بغير حق وقولهم قلوبنا غلف) في غلاف لا تعي قولك (بل طبع الله عليها) منعها لطفه (بكفرهم فلا يؤمنون (2) إلا قليلا) منهم أو إيمانا ناقصا (وبكفرهم) بعيسى (وقولهم على مريم بهتانا عظيما) من أنها حملت بعيسى من رجل نجار اسمه يوسف (وقولهم) اجتراء على الله وافتخارا (إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله) أي بزعمه (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم) مر في آل عمران (3) (وإن الذين اختلفوا فيه) فمن قائل رفع إلى السماء وآخر قتلناه وثالث صلب الناسوت وصعد اللاهوت (لفي شك منه) لالتباس الأمر عليهم (وما لهم به من علم إلا اتباع الظن) منقطع أي لكنهم يتبعون الظن (وما قتلوه يقينا) قتلا يقينا كما زعموا أو متيقنين أو هو تأكيد للنفي (بل رفعه الله إليه) عرج به إلى بقعة من بقاع سماواته (وكان الله عزيزا) لا يقهر (حكيما) فيما يدبر (وإن) وما (من أهل الكتاب) أحد (إلا ليؤمنن (4) به) بعيسى حين ينزل إلى الدنيا (قبل موته) موت عيسى أو قبل موت الكتابي حين يعاين ولا ينفعه إيمانه وروي: ليؤمنن بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل موت الكتابي (ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا) بكفر اليهود وغلو النصارى فيه (فبظلم) عظيم (من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم) أي لحوم الأنعام إشارة إلى ما مر من قوله وعلى الذين هادوا حرمنا (وبصدهم عن سبيل الله) إناسا أو صدا (كثيرا وأخذهم الربا وقد نهوا عنه) في التوراة ويدل على أن النهي للتحريم (وأكلهم أموال الناس بالباطل) بالرشى والربا ونحوهما (وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما لكن الراسخون في العلم) الثابتون في علم التوراة (منهم) كابن سلام وأصحابه (والمؤمنون (6)) من المهاجرين والأنصار (يؤمنون (2)) بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك (والمقيمين الصلاة) نصب على المدح أو عطف على ما نزل إليك ويراد بهم الأنبياء والأئمة (والمؤتون (7) الزكاة) عطف على الراسخون أو مبتدأ والخبر أولئك (والمؤمنون (6) بالله واليوم الآخر) بالمبدأ والمعاد (أولئك سنؤتيهم (8)) بالنون والياء (أجرا عظيما) على إيمانهم وعملهم (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين (9) من بعده وأوحينا إلى إبراهيم (10) وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط) أولاده (وعيسى (11) وأيوب.

(1) الأنبئاء.
(2) يؤمنون.
(3) أنظر الآية 55 منها.
(4) ليومنن.
(5) وأخذهم: بضم الهاء والميم، والربى بكسر الباء بعدها ياء.
(6) والمؤمنون.
(7) والموتون.
(8) سنوتيهم - سيؤتيهم: بضم الهمزة وسيوتيهم.
(9) والنبئين.
(10) إبراهام.
(11) وعيسى بكسر السين يعدها باء.
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»