تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٢٧
ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما * (129) * وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما * (130) * ولله ما في السماوات وما في الأرض ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله غنيا حميدا * (131) * ولله ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا * (132) * إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا * (133) * من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة وكان الله سميعا) * بصيرا * (134) *، يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلوا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا * (135) * يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتب الذي نزل على رسوله والكتب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملئكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا) * بعيدا * (136) *
____________________
الله كان به علما) فلا يضيعه (وإن امرأة) فاعل فعل يفسره (خافت) علمت أو توقعت (من بعلها) لأمارات ظهرت لها (نشوزا) ترفعا عنها بمنع حقوقها كراهة لها (أو إعراضا) بتقليل محادثتها ومؤانستها (فلا جناح عليهما أن يصلحا (1)) يتصالحا (بينهما صلحا) بأن تهب له بعض القسم أو المهر أو غيره فتستعطفه به (والصلح خير) من الفرقة أو النشوز أو الإعراض أو من الخصومة أو في نفسه خير كما أن الخصومة شر (وأحضرت الأنفس الشح) جبلت عليه وجعل حاضرا لها لا ينفك عنها فلا تكاد المرأة تسمح بنصيبها من زوجها ولا الرجل يسمح بإمساكها على ما ينبغي إذا كرهها (وإن تحسنوا) العشرة (وتتقوا) النشوز والإعراض (فإن الله كان بما تعملون خبيرا) فيجازيكم عليه (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء) في المودة القلبية أو في كل الأمور من جميع الوجوه (ولو حرصتم) على ذلك فلا تكلفون منه إلا ما تستطيعون (فلا تميلوا كل الميل) بترك المستطاع (فتذرها كالمعلقة) التي ليست بأيم ولا ذات بعل (وإن تصلحوا) بترك الميل (وتتقوا) الله فيه (فإن الله كان غفورا رحيما) فيغفر لكم ما سلف (وإن يتفرقا) أي الزوجان بالطلاق (يغن الله كلا) عن صاحبه (من سعته) من فضله بأن يرزقه زوجا خيرا من زوجه وعيشا أهنأ من عيشه (وكان الله واسعا) غنيا مقتدرا (حكيما) في تدبيره (ولله ما في السماوات وما في الأرض) تقرير لكمال سعته وقدرته (ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب) جنسه من اليهود والنصارى وغيرهم (من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله) أطيعوه ولا تعصوه (وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات وما في الأرض) ملكا وخلقا فلا يضره كفركم كما لا تنفعه تقواكم وإنما وصاكم رحمة بكم (وكان الله غنيا) عن خلقه وطاعتهم (حميدا) مستحقا للحمد (ولله ما في السماوات وما في الأرض) ذكر ثالثا تقريرا لغناه واستحقاقه الحمد لحاجة الخلق إليه وإنعامه عليهم بأصناف النعم (وكفى (2) بالله وكيلا) حافظا ومدبرا لخلقه (إن يشأ يذهبكم أيها الناس) يهلككم (ويأت بآخرين) بدلكم أو خلقا آخرين بدل الإنس (وكان الله على ذلك) الإعدام والإبدال (قديرا من كان يريد) بجهاده أو غيره (ثواب الدنيا (3)) فليطلبه من عند الله (فعند الله ثواب الدنيا (3) والآخرة) أو فما له يطلب أحدهما الذي هو الأخس دون الأشرف والأحسن (وكان الله سميعا بصيرا) يجازي كلا بعمله (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط) مجتهدين في إقامة العدل (شهداء لله) بالحق خبر ثان أو حال (ولو) كانت الشهادة (على أنفسكم) بأن تقروا عليها (أو الوالدين والأقربين) ولو على والديكم وأقاربكم ويشعر بقبولها على الوالد كما هو الأقوى (إن يكن) المشهود عليه أو كل منه ومن المشهود له (غنيا أو فقيرا) فلا تمتنعوا من الشهادة عليهما أو لهما (فالله أولى بهما) بالنظر لهما (فلا تتبعوا الهوى (4)) في شهادتكم إرادة (أن تعدلوا) عن الحق أو كراهة العدل بين الناس (وإن تلووا (5))

(1) أن يصالحا: بفتح الياء بعدها صاد مشددة بالفتح.
(2) وكفى: بكسر الفاء بعدها ياء.
(3) الدنيى: بكسر الياء بهدها ياء.
(4) الهوى: بكسر الواو بعدها ياء.
(5) تلوا. بفتح التاء وضم اللام بعدها واو وألف.
(١٢٧)
مفاتيح البحث: الشهادة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»