تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١١٩
والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا * (69) * ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما * (70) * يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا * (71) * وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله على إذ لم أكن معهم شهيدا * (72) * ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما * (73) *، فليقتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما * (74) * وما لكم لا تقتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا * (75) * الذين آمنوا يقتلون في سبيل الله والذين كفروا يقتلون في سبيل الطاغوت فقتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا * (76) * ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية
____________________
(والشهداء) المقتولين في سبيل الله (والصالحين) الملازمين للصلاح (وحسن أولئك رفيقا) فيه معنى التعجب ورفيقا تمييز أو حال يقال للواحد والجمع كالصديق ولذا لم يجمع أو المراد حسن كل واحد منهم رفيقا (ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما، يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم) تيقظوا واحترزوا من عدوكم والحذر والحذر كالأثر والأثر أو ما يحذر به كالسلاح (فانفروا) فأخرجوا إلى الجهاد (ثبات) جماعات متفرقة جمع ثبة (أو انفروا جميعا) مجتمعين (وإن منكم) أي من عدكم أيها المؤمنون (لمن) اللام للابتداء دخلت على اسم إن للتأكيد (ليطمئن) ليتثاقلن ويتأخرن عن الجهاد وهم المنافقون (فإن أصابتكم مصيبة) كقتل أو هزيمة (قال) المبطئ (قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا) حاضرا فأصاب (ولئن أصابكم فضل من الله) كفتح وغنيمة (ليقولن) متحسرا (كأن لم تكن (1) بينكم وبينه مودة) حال من القائل أو اعتراض بين القول ومقوله (يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما) للإيذان بأن قوله هذا قول من لا مواصلة بينكم وبينه وإنما أراد الكون معكم للمال لا للقتال (فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون) يبيعون (الحياة الدنيا بالآخرة) أي إن صد المنافقون عن القتال فليقاتل المخلصون المختارون للآخرة على الدنيا (ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل) فيستشهد (أو يغلب) يظفر بالعدو (فسوف نؤتيه (2) أجرا عظيما وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله و) في سبيل (المستضعفين) وهو خلاصهم من أيدي المشركين أو المراد وفي خلاص المستضعفين (من الرجال والنساء والولدان) ممن لم يستطع الهجرة (الذين يقولون) داعين (ربنا أخرجنا من هذه القرية) مكة (الظالم أهلها) صفتها وذكر لتذكير فاعله (واجعل لنا من لدنك وليا) يلي أمرنا (واجعل لنا من لدنك نصيرا) يعيننا فاستجاب الله لهم ويسر لبعض الخروج ولمن بقي نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) وليا وناصرا حين فتح مكة (الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله) في طاعته الموصلة إلى رضوانه (والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت) في طاعة الشيطان (فقاتلوا أولياء الشيطان) أتباعه ينصركم الله عليهم (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) في جنب كيد الله للكافرين وفيه تشجيع للمؤمنين (ألم تر إلى الذين قيل لهم) في مكة قبل الهجرة (كفوا أيديكم) عن قتال الكفرة حين طلبوه لإيذائهم له (وأقيموا الصلاة) اشتغلوا بما فرض عليكم (وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال) في المدينة (وإذا فريق منهم يخشون الناس) الكفار أن يقتلوهم (كخشية الله) أن ينزل عليهم باسه (أو أشد

(1) يكن.
(2) نوته.
(3) عليهم الهاء والميم، وعليهم بكسر الهاء والميم.
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»