تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١١٥
فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا * (43) * ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل * (44) * والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا * (45) * من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا * (46) * يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا * (47) * إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما * (48) * ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكى من يشاء ولا يظلمون فتيلا * (49) * انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا * (50) * ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين
____________________
وإن تك) أي مثقال الذرة، وأنث الضمير لتأنيث الخبر أو لإضافة المثقال إلى مؤنث (حسنة) بالرفع على التامة وبالنصب على الناقصة (يضاعفها (1)) يضاعف ثوابها (ويؤت (2) من لدنه أجرا عظيما) عطاء جزيلا (فكيف) حال هؤلاء الكفرة (إذا جئنا من كل أمة بشهيد) يشهد عليها بعملها (وجئنا (3) بك على هؤلاء شهيدا يومئذ يود) يتمنى (الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى (4) بهم (5) الأرض) لو مصدرية أي أن يدفنوا فتسوى بهم الأرض كما تسوى بالموتى أو لم يبعثوا أو لم يخلقوا وكانوا هم والأرض سواء (ولا يكتمون الله حديثا) لا يقدرون على كتمانه لأن جوارحهم تشهد عليهم، وقيل الواو للحال أي يودون أن يدفنوا تحت الأرض وأنهم لا يكتمون الله حديثا ولا يقولون والله ربنا ما كنا مشركين فإنهم إذا قالوا ذلك ختم على أفواههم فتشهد عليهم جوارحهم فيشتد الأمر عليهم فيتمنون لو تسوى بهم الأرض وقرئ تسوى بفتح التاء أي تتسوى فأدغم التاء في السين، وقرئ بحذف التاء الثانية (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة) أي مواضعها أو لا تصلوا مبالغة في النهي (وأنتم سكارى (6)) من نحو نوم أو خمر وكل ما يمنع من حضور القلب (حتى تعلموا ما تقولون) في الصلاة (ولا جنبا) عطف على (وأنتم سكارى) إذ محله النصب على الحال (إلا عابري سبيل) مجتازين أي لا تدخلوا المساجد جنبا في عامة الأحوال إلا حال الاجتياز (حتى تغتسلوا) غاية النهي عن القرب حال الجنابة (وإن كنتم مرضى (7)) مرضا يضره الماء أو يعجز عن تناوله (أو على سفر) تفقدونه فيه (أو جاء أحد منكم من الغائط) هو المطمئن من الأرض كنى به عن الحدث (أو لامستم النساء) أي جامعتموهن (فلم تجدوا ماء) متعلق بكل من الأربع أي لم تتمكنوا من استعماله (فتيمموا صعيدا طيبا) فاقصدوا شيئا من وجه الأرض طاهرا مباحا قيل: وإنما نظم في سلك واحد بين المرضى والمسافرين وبين المحدثين والمجنبين، والمرض والسفر سببان من أسباب الرخصة والحدث سبب لوجوب الوضوء والجنابة لوجوب الغسل لأنه سبحانه أراد أن يرخص لمن وجب عليهم التطهير إذا عدموا الماء في التيمم فخص أولا مرضاهم ومسافريهم لكثرة المرض والسفر ثم عمم كل من وجب عليه التطهير إذا عدموا الماء من هؤلاء وغيرهم (فامسحوا بوجوهكم) أي بعضها وهو الجبهة والجبينان إلى طرف الأعلى كما في السنة (وأيديكم) ظهرها من الزند إلى أطراف الأصابع (إن الله كان عفوا غفورا) فلذا خفف (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب) حظا من علم التوراة وهم أحبار اليهود (يشترون الضلالة) يستبدلونها بالهدى بإنكار محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (ويريدون أن تضلوا السبيل) طريق الحق كما أخطئوه (والله أعلم) منكم (بأعدائكم) وقد أخبركم بهم فاحذروهم (وكفى (8) بالله وليا) بلى أمركم

(1) يضعفها: بتشديد العين بالكسر وضم الفاء.
(2) ويوت.
(3) جينا.
(4) تسوى بفتح التاء وكسر الواو بعدها ياء.
(5) بضم الهاء والميم.
(6) سكارى بكسر الراء بعدها ياء.
(7) مرضى. بكسر الضاد بعدها ياء.
(8) وكفى: بكسر الفاء بعدها ياء.
(١١٥)
مفاتيح البحث: العفو (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»