تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٢١
عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا * (84) * من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شئ مقيتا * (85) * وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شئ حسيبا * (86) * الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا * (87) *، فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا * (88) * ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا * (89) * إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاؤكم حصرت صدورهم أن يقتلوكم أو يقتلوا قومهم ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقتلوكم فإن اعتزلوكم فلم يقتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا * (90) * ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كل ما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها فإن لم يعتزلوكم ويلقوا
____________________
(عسى الله أن يكف بأس (1) الذين كفروا) شدتهم وقد فعل بإلقاء الرعب في قلوبهم فلم يخرجوا (والله أشد بأسا (2)) منهم (وأشد تنكيلا) تعذيبا منهم (من يشفع) للناس (شفاعة حسنة) توافق الشرع (يكن له نصيب منها) بسببها وهو أجرها (ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل) نصيب (منها) وكأنه مختص بالشر منها بسببها وهو وزرها (وكان الله على كل شئ مقيتا) مقتدرا وحفيظا (وإذا حييتم بتحية) هي السلام المتعارف شرعا لا الجاهلي وروي هي السلام وغيره من البر (فحيوا بأحسن منها أو ردوها) بمثلها (إن الله كان على كل شئ) من تحية وغيرها (حسيبا) محاسبا (الله لا إله إلا هو ليجمعنكم) ليحشرنكم (إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله) أي لا أحد أصدق منه (حديثا) تميز (فما لكم في المنافقين) في شأنهم (فئتين (4)) فرقتين ولم يجتمعوا على كفرهم وهو حال عاملها ما لكم (والله أركسهم) ردهم إلى حكم الكفر أو خذلهم حتى ارتكسوا فيه (بما كسبوا) من الكفر وهم قوم قدموا من مكة وأظهروا الإسلام ثم رجعوا وأظهروا الشرك وسافروا إلى اليمامة وقيل هم المتخلفون يوم أحد (أتريدون أن تهدوا) تعدوا من جملة المهتدين (من أضل الله) من حكم بضلاله (ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا) حجة (ودوا لو تكفرون كما كفروا) تمنوا أن تكفروا ككفرهم (فتكونون) أنتم وهم (سواء) في الكفر (فلا تتخذوا منهم أولياء) فلا توالوهم وإن أظهروا الإيمان (حتى يهاجروا في سبيل الله فإن تولوا) عن الإيمان والهجرة (فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم) في الحل والحرم كسائر الكفرة (ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا إلا الذين يصلون) أي فخذوهم واقتلوهم إلا الذين يلجئون (إلى قوم بينهم وبينكم ميثاق) عهد والقوم هم الأسلميون فإنه (صلى الله عليه وآله وسلم) وادع هلال بن عويم الأسلمي على أن لا يعينه ولا يعين عليه ومن لجأ إليه فله من الجوار مثل ما له (أو جاؤكم) عطف على الصلة أي أو الذين جاؤكم ممسكين من قتالكم وقتال قومهم أو على صفة قوم والتقدير إلا الذين يصلون إلى قوم معاهدين أو قوم كافين عن الحر ب لكم وعليكم ويعضد الأولى (فإن اعتزلوكم) (حصرت) حال بإضمار قد أي ضاقت (صدورهم) عن (أن يقاتلوكم) أو كراهة أن يقاتلوكم مع قومهم (أو يقاتلوا قومهم) وهم بنو مدلج أتوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) غير مقاتلين قيل وهذا وما بعده نسخ بآية السيف (ولو شاء الله لسلطهم عليكم) بتقويته قلوبهم (فلقاتلوكم) ولكنه لم يشأ فقذف في قلوبهم الرعب (فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم) الانقياد (فما جعل الله لكم عليهم سبيلا) بأخذ وقتل (ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم) قيل هم ناس أتوا المدينة وأظهروا الإسلام ليأمنوا المسلمين فلما رجعوا كفروا (كلما ردوا إلى الفتنة) دعوا إلى الشرك (أركسوا فيها فإن لم يعتزلوكم ويلقوا.

(١) باس.
(٢) باسا.
(٣) بإشمام الصاد زايا (ومن أصدق، ويصدقون، ويصدرون) وشبهه إذا كان الصاد ساكنة وبعدها ذال أشم الصاد زايا في كل القرآن.
(4) فيتين.
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»