تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ٧١
أقول: وروي نزول آية التخفيف بعد سنة وروي أيضا نزولها بعد ثمانية أشهر، ولم يكن قيام الليل واجبا على غير النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما أشير إليه بقوله تعالى " إن هذه تذكرة " الآية كما تقدم، ويؤيده ما في الرواية من قوله: " وطائفة من أصحابه ".
وفي التهذيب بإسناده عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله تعالى: " قم الليل إلا قليلا " قال: أمره الله أن يصلي كل ليلة إلا أن تأتي عليه ليلة من الليالي لا يصلي فيها شيئا.
أقول: الرواية تشير إلى أحد الوجوه في الآية وفي المجمع: وقيل: إن نصفه بدل من القليل فيكون بيانا للمستثنى، ويؤيد هذا القول ما روي عن الصادق عليه السلام قال: القليل النصف أو انقص من القليل قليلا أو زد على القليل قليلا.
وفي الدر المنثور أخرج العسكري في المواعظ عن علي عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله: " ورتل القرآن ترتيلا " قال: بينه تبيينا، ولا تنثره نثر الدقل، ولا تهزه هز الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.
أقول: وروي هذا المعنى في أصول الكافي باسناده عن عبد الله بن سليمان عن الصادق عن علي عليه السلام ولفظ بينه تبيينا ولا تهذه هذ الشعر، ولا تنثره نثر الرمل، ولكن افرغوا (1) قلوبكم القاسية ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.
وفيه أخرج ابن أبي شيبة عن طاوس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أي الناس أحسن قراءة قال الذي إذا سمعته يقرا رأيت أنه يخشى الله.
وفي أصول الكافي بإسناده عن علي بن أبي حمزة قال قال أبو عبد الله عليه السلام: إن القرآن لا يقرء هذرمة (2) ولكن يرتل ترتيلا فإذا مررت بآية فيها ذكر الجنة فقف عندها واسأل الله عز وجل الجنة، وإذا مررت بآية فيها ذكر النار فقف عندها وتعوذ بالله من النار.
وفي المجمع في معنى الترتيل عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: هو أن تتمكث فيه وتحسن به صوتك.

(1) أفرغ الاتاء: أخلاه.
(2) الهذرمة: الاسراع في القراءة.
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست