وقيل: مفعول " تتقون " محذوف و " يوما " ظرف له والتقدير فكيف تتقون العذاب الكائن في يوم، وقيل: المفعول محذوف و " يوما " ظرف للاتقاء وقيل غير ذلك.
وقوله: " يجعل الولدان شيبا " الشيب جمع أشيب مقابل الشاب، وجعل الولدان شيبا كناية عن شدة اليوم لا عن طوله.
قوله تعالى: " السماء منفطر به كان وعده مفعولا " إشارة بعد إشارة إلى شدة اليوم، والانفطار الانشقاق وتذكير الصفة لكون السماء جائز الوجهين يذكر ويؤنث، وضمير " به " لليوم، والباء بمعنى في أو للسببية، والمعنى السماء منشقة في ذلك اليوم أو بسبب ذلك اليوم أي بسبب شدته.
وقوله: " كان وعده مفعولا " استئناف لتسجيل ما تقدم من الوعيد وأنه حتم مقضي ونسبة الوعد إلى ضميره تعالى لعله للاشعار بأن لا يصلح لهذا الوعد إلا الله تعالى فيكفي فيه الضمير من غير حاجة إلى ذكره باسمه.
قوله تعالى: " إن هذه تذكر فمن شاء أتخذ إلى ربه سبيلا " الإشارة بهذه إلى الآيات السابقة بما تشتمل عليه من القوارع والزواجر، والتذكرة الموعظة التي يذكر بها ما يعمل عليه.
وقوله: " فمن شاء " مفعول " شاء " محذوف والمعروف في مثل هذا المورد أن يقدر المفعول من جنس الجواب والسياق يلائمه، والتقدير فمن شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا اتخذ الخ، وقيل: المقدر الاتعاظ، والمراد باتخاذ السبيل إليه اتخاذ السبيل إلى التقرب منه، والسبيل هو الايمان والطاعة هذا ما ذكره المفسرون.
ومن الممكن أن تكون هذه إشارة إلى ما تقدم في صدر السورة من الآيات النادبة إلى قيام الليل والتهجد فيه، والآية مسوقة لتوسعة الخطاب وتعميمه لغير النبي صلى الله عليه وآله وسلم من المؤمنين بعد ما كان خطاب صدر الصورة مختصا به صلى الله عليه وآله وسلم، والدليل على هذا التعميم قوله: " فمن شاء " الخ.
ويؤيد ما ذكرنا وقوع هذه الآية " ان هذه تذكرة " الخ بعينها في سورة الدهر بعدما أشير إلى صلاة الليل بقوله تعالى: " وسبحه ليلا طويلا " ويستنتج من ذلك أن صلاة الليل سبيل خاصة تهدي العبد إلى ربه.