من أعطى " يعني النخلة " واتقى وصدق بالحسنى " هو ما عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسنيسره لليسرى - إلى قوله - تردى ".
أقول: ورواه القمي في تفسيره مرسلا مضمرا، وقوله: " الزوجين تفسير منه عليه السلام للذكر والأنثى.
وفي تفسير القمي في قوله تعالى: " وسيجنبها الأتقى " قال: أبو الدحداح.
أقول: هذا ما من طرق الشيعة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام.
وروى الطبرسي في مجمع البيان القصة عن الواحدي باسناده عن عكرمة عن ابن عباس وفيه أن الأنصاري ساوم صاحب النخلة في نخلته ثم اشتراها منه بأربعين نخلة ثم وهبها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فوهبها النبي لصاحب الدار، ثم روى الطبرسي عن عطاء أن اسم الرجل أبو الدحداح، وروى السيوطي في الدر المنثور القصة عن ابن أبي حاتم عن ابن عباس وضعفه.
وقد ورد من طرق أهل السنة أن السورة نزلت في أبي بكر قال الرازي في التفسير الكبير: أجمع المفسرون منا على أن المراد منه - يعني من الأتقى - أبو بكر، واعلم أن الشيعة بأسرهم ينكرون هذه الرواية، ويقولون إنما نزلت في حق علي بن أبي طالب والدليل عليه قوله تعالى: " ويؤتون الزكاة وهم راكعون " فقوله: " الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى " إشارة إلى ما في تلك الآية من قوله: " ويؤتون الزكاة وهم راكعون " ثم أخذ الأتقى بمعنى أفضل الخلق أي أتقى الناس جميعا وقد تقدم الكلام فيه.
أما ما نسب إلى الشيعة بأسرهم من القول فالمعتمد عليه من طرقهم صحيح الحميري المتقدم وما في معناه من الروايات الدالة على نزولها في أبي الدحداح الأنصاري.
نعم ورد في رواية ضعيفة عن البرقي عن إسماعيل بن مهران عن أيمن بن محرز عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام وفيها، وأما قوله: " وسيجنبها الأتقى " قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن تبعه، و " الذي يؤتي ماله يتزكى " قال: ذاك أمير المؤمنين عليه السلام وهو قوله:
" ويؤتون الزكاة وهم راكعون " وقوله: " وما لاحد عنده من نعمة تجزى " فهو رسول الله الذي ليس لأحد عنده من نعمة تجزى ونعمته جارية على جميع الخلق صلوات الله عليه.
والرواية على ضعف (1) سندها من قبيل الجري والتطبيق دون التفسير ومن واضح الدليل عليه تطبيقه الموصوف على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والوصف على علي عليه السلام ثم الآية