وقوله: " الحمد لله رب العالمين " ثناء عليه بربوبيته للعالمين.
قوله تعالى: " قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين " معنى الآية ظاهر، وفيه إياس للمشركين من موافقته لهم في عبادة آلهتهم " وقد تكرر هذا المعنى في سورة الزمر ويمكن أن يستأنس منه أن هذه السورة نزلت بعد سورة الزمر.
قوله تعالى: " هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة " الخ المراد بخلقهم من تراب خلق أبيهم آدم من تراب فإن خلق غيره ينتهي إليه فخلقه من تراب هو خلقهم منه أو المراد بخلقهم من تراب تكوين النطفة من البسائط الأرضية.
وقوله: " ثم من نطفة " الخ أي ثم خلقناكم من نطفة حقيرة معلومة الحال " ثم من علقة " كذلك " ثم يخرجكم " من بطون أمهاتكم " طفلا " أي أطفالا، والطفل - كما قيل - يطلق على الواحد والجمع قال تعالى: " أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء " النور: 31.
" ثم لتبلغوا أشدكم " اللام للغاية وكأن متعلقها محذوف والتقدير ثم ينشئكم لتبلغوا أشدكم وهو من العمر زمان اشتداد القوى " ثم لتكونوا شيوخا " معطوف على " لتبلغوا " " ومنكم من يتوفى من قبل " فلا يبلغ أحد هذه المراحل من العمر كالشيخوخة وبلوغ الأشد و غيرهما.
" ولتبلغوا أجلا مسمى " وهو النهاية من الأمد المضروب الذي لا سبيل للتغير إليه أصلا، وهو غاية عامة لجميع الناس كيفما عمروا قال تعالى: " وأجل مسمى عنده " الانعام: 2. ولذلك لم تعطف الجملة بثم حتى تتميز من الغايتين المذكورتين سابقا.
وقوله: " ولعلكم تعقلون " أي تدركون الحق بالتعقل المغروز فيكم، وهذا غاية خلقة الانسان بحسب حياته المعنوية كما أن بلوغ الاجل المسمى غاية حياته الدنيا الصورية.
قوله تعالى: " هو الذي يحيي ويميت " الخ أي هو الذي يفعل الاحياء والإماتة وفيهما نقل الاحياء من عالم إلى عالم وكل منهما مبدء لتصرفاته بالنعم التي يتفضل بها على من يدبر أمره.
وقوله: " فإذا قضي أمرا فإنما يقول له كن فيكون " تقدم تفسيره كرارا.