بين العباد - 48. وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب - 49. قالوا أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال - 50.
إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد - 51. يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار - 52. ولقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بني إسرائيل الكتاب - 53. هدى وذكرى لأولي الألباب - 54.
(بيان) في الآيات موعظتهم بالارجاع إلى آثار الأمم الماضين وقصصهم للنظر والاعتبار فلينظروا فيها وليعتبروا بها ويعلموا أن الله سبحانه لا تعجزه قوة الأقوياء واستكبار المستكبرين ومكر الماكرين وتذكر منها من باب الأنموذج طرفا من قصص موسى وفرعون وفيها قصة مؤمن آل فرعون.
قوله تعالى: " أو لم يسيروا في الأرض فينظروا " إلى آخر الآية الاستفهام إنكاري، والواقي اسم فاعل من الوقاية بمعنى حفظ الشئ مما يؤذيه ويضره.
والمعنى: أو لم يسيروا هؤلاء الذين أرسلناك إليهم " في الأرض فينظروا " نظر تفكر واعتبار " كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم " من الأمم الدارجة المكذبين لرسلهم " كانوا هم أشد منهم قوة " أي قدرة وتمكنا وسلطة " وآثارا " كالمدائن الحصينة والقلاع المنيعة والقصور العالية المشيدة " في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم " وأهلكهم بأعمالهم " وما كان لهم من الله من واق " يقيهم وحافظ يحفظهم.