تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٧ - الصفحة ١١٤
إلى الله سبحانه كما تقدم استفادته من قوله تعالى: " و قالوا أإذا ضللنا في الأرض أإنا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربهم كافرون قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون " ألم السجدة: 11.
فالبدن اللاحق من الانسان إذا أعتبر بالقياس إلى البدن السابق منه كان مثله لا عينه لكن الانسان ذا البدن اللاحق إذا قيس إلى الانسان ذي البدن السابق كان عينه لا مثله لان الشخصية بالنفس وهي واحدة بعينها.
ولما كان استبعاد المشركين في قولهم: " من يحيي العظام وهي رميم " راجعا إلى خلق البدن الجديد دون النفس أجاب سبحانه بإثبات إمكان خلق مثلهم وأما عودهم بأعيانهم فهو إنما يتم بتعلق النفوس والأرواح المحفوظة عند الله بالأبدان المخلوقة جديدا، فتكون الأشخاص الموجودين في الدنيا من الناس بأعيانهم كما قال تعالى: " أو لم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى " الأحقاف 33 فعلق الاحياء على الموتى بأعيانهم فقال: على أن يحيي الموتى ولم يقل: على أن يحيي أمثال الموتى.
قوله تعالى: " إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون " الآية من غرر الآيات القرآنية تصف كلمة الايجاد وتبين أنه تعالى لا يحتاج في إيجاد شئ مما أراده إلى ما وراء ذاته المتعالية من سبب يوجد له ما أراده أو يعينه في إيجاده أو يدفع عنه مانعا يمنعه.
وقد اختلف تعبيره تعالى عن هذه الحقيقة في كلامه فقال: " إنما قولنا لشئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون " النحل: 40، وقال: " وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون " البقرة: 117.
فقوله: " إنما أمره " الظاهر أن المراد بالامر الشأن، وقوله في آية النحل المنقولة آنفا: " إنما قولنا لشئ إذا أردنا " إن كان يؤيد كون الامر بمعنى القول وهو الامر اللفظي بلفظة كن إلا أن التدبر في الآيات يعطي أن الغرض فيها وصف الشأن الإلهي عند إرادة خلق شئ من الأشياء لا بيان أن قوله تعالى عند خلق شئ من الأشياء هذا القول دون غيره، فالوجه حمل القول على الامر بمعنى الشأن بمعنى أنه جئ به لكونه
(١١٤)
مفاتيح البحث: الموت (5)، السجود (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سورة فاطر 5
2 (سورة فاطر 1) كلام في الملائكة. (بحث قرآني) 12
3 (15 - 26) كلام في معنى عموم الانذار. (بحث عقلي) 38
4 سورة يس 61
5 سورة الصافات 119
6 (الصافات 1 - 11) كلام في معنى الشهب. (بحث قرآني) 124
7 (114 - 132) كلام في قصة إلياس عليه السلام. (بحث قرآني وروائي) 159
8 1 - قصته في القرآن. (بحث قرآني وروائي) 159
9 2 - الأحاديث فيه. (بحث قرآني وروائي) 159
10 (133 - 148) كلام في قصة يونس عليه السلام في فصول. (بحث مختلط) 165
11 1 - قصته في القرآن. (بحث مختلط) 165
12 2 - قصته عند أهل الكتاب. (بحث مختلط) 167
13 3 - ثناؤه تعالى عليه. (بحث مختلط) 169
14 سورة ص 180
15 (17 - 29) كلام في قصة داود عليه السلام في فصول. (بحث قرآني) 201
16 1 - قصته في القرآن. (بحث قرآني) 201
17 2 - جميل الثناء عليه. (بحث قرآني) 201
18 3 - حول قصة المتخاصمين. (بحث قرآني) 201
19 (41 - 48) كلام في قصة أيوب عليه السلام في فصول. (بحث قرآني وروائي) 212
20 1 - قصته في القرآن. (بحث قرآني وروائي) 212
21 2 - جميل ثنائه. (بحث قرآني وروائي) 212
22 3 - قصته في الروايات. (بحث قرآني وروائي) 212
23 خبر اليسع وذي الكفل عليهما السلام. (بحث روائي) 216
24 سورة الزمر 230
25 (1 - 10) كلام في معنى الرضا والسخط من الله. (بحث عقلي وقرآني) 240
26 سورة المؤمن 301
27 سورة حم السجدة 357
28 (حم السجدة) كلام فيه تتميم في معنى السماء. (بحث قرآني) 369
29 (1 - 11) بحث إجمالي في سراية العلم. (بحث قرآني) 381
30 (13 - 25) بحث إجمالي آخر في ذلك. (بحث فلسفي) 382