تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٣٨١
ربى يقذف بالحق علام الغيوب - 48. قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد - 49. قل ان ضللت فإنما أضل على نفسي وان اهتديت فبما يوحى إلى ربى انه سميع قريب - 50. ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب - 51. وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد - 52. وقد كفروا به من قبل ويقذفون بالغيب من مكان بعيد - 53. وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل انهم كانوا في شك مريب - 54.
(بيان) فصل آخر من آيات السورة تتكلم في أمر النبوة وما يرجع إليها وما يقول المشركون فيها وتتخلص في خلالها بما يجرى عليهم يوم الموت أو يوم القيامة، وقد اتصلت بقوله في الفصل السابق: (وما أرسلناك الا كافة للناس) الآية، وقد عرفت أن الآية كالبرزخ بين الفصلين تذكر الرسالة وتجعلها دليلا على التوحيد.
قوله تعالى: (وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه) المراد بالذين كفروا المشركون والمراد بالذي بين يديه الكتب السماوية من التوراة والإنجيل وذلك أن المشركين وهم الوثنيون ليسوا قائلين بالنبوة ويتبعها الكتاب السماوي.
وقول بعضهم: ان المراد بالذي بين يديه هو أمر الآخرة مما لا دليل يساعده، وقد أكثر القرآن الكريم من التعبير عن التوراة والإنجيل بالذي بين يديه، ومن الخطأ قول بعضهم: ان المراد بالذين كفروا هم اليهود.
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»
الفهرست