تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ١٧٢
يؤمنون - 37. فلت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون - 38. وما آتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون - 39.
(بيان) لما انساق الاحتجاج على الوحدانية والمعاد من طريق عد الآيات الدالة على ذلك بقوله: (ومن آياته) إلى قوله: (وله من في السماوات والأرض) الآية، وهو من صفات الفعل غير سياق الاحتجاج بالآيات إلى سياق الاحتجاج بصفاته الفعلية وأوردها إلى آخر السورة في أربعة فصول يورد في كل فصل شيئا من صفات الفعل المستوجبة للوحدانية والمعاد وهي قوله: (وهو الذي يبدء الخلق ثم يعيده) الخ، وقوله: (الله الذي خلقكم ثم رزقكم) الخ، وقوله: (الله الذي يرسل الرياح) الخ، وقوله: (الله الذي خلقكم من ضعف) الخ.
وانما لم يبدأ الفصل الأول باسم الجلالة كما بدأ به في الفصول الاخر لسبق ذكره في الآية السابقة عليه المتصلة به أعني قوله: (وله من في السماوات والأرض كل له قانتون) الذي هو كالبرزخ المتوسط بين السياقين، فقوله: (وهو الذي يبدء الخلق ثم يعيده) فصل في صورة الوصل.
قوله تعالى: (وهو الذي يبدء الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه) إلى آخر الآية، بدء الخلق انشاؤه ابتداء من غير مثال سابق والإعادة انشاء بعد انشاء.
وقوله: (وهو أهون عليه) الضمير الأول للإعادة المفهوم من قوله: (يعيد) والضمير الثاني راجع إليه تعالى على ما يتبادر من السياق.
وقد استشكل قوله: (وهو أهون عليه) الدال ظاهرا على كون الإعادة أسهل وأهون عليه من البدء وهو ينافي كون قدرته مطلقة غير محدودة فان القدرة
(١٧٢)
مفاتيح البحث: الزكاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»
الفهرست