تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٥ - الصفحة ١٥٩
وهو الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يأتي رجل من عترتي اسمه اسمي يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا وروي مثل ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام.
أقول: وبذلك وردت الاخبار عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، وقد تقدم بيان انطباق الآية على ذلك.
وقال في المجمع بعد نقل الرواية: فعلى هذا يكون المراد بالذين آمنوا وعملوا الصالحات النبي وأهل بيته عليهم الصلاة والسلام انتهى. وقد عرفت أن المراد به عام والرواية لا تدل على أزيد من ذلك حيث قال عليه السلام: هم والله شيعتنا أهل البيت يفعل ذلك بهم على يدي رجل منا الحديث.
وفي الدر المنثور أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن البراء في قوله: " وعد الله الذين آمنوا منكم " الآية قال: فينا نزلت ونحن في خوف شديد.
أقول: ظاهره أن المراد بالذين آمنوا الصحابة وقد عرفت أن الآية لا دلالة فيها عليه بوجه بل الدلالة على خلافه.
وفيه أخرج ابن المنذر والطبراني في الأوسط والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل والضياء في المختارة عن أبي بن كعب قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه المدينة وآوتهم الأنصار رمتهم العرب عن قوس واحدة فكانوا لا يبيتون إلا في السلاح ولا يصبحون الا فيه فقالوا: أترون أنا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلا الله فنزلت: " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات " الآية.
أقول: هو لا يدل على أزيد من سبب النزول وأما أن المراد بالذين آمنوا من هم؟ وأن الله متى أنجز أو ينجز هذا الوعد؟ فلا تعرض له به.
ونظيرته روايته الأخرى: لما نزلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات " الآية قال: بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة والدين والنصر والتمكين في الأرض فمن عمل منكم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب.
فإن تبشير الأمة بالاستخلاف لا يستلزم كون المراد بالذين آمنوا في الآية جميع الأمة أو خصوص الصحابة أو نفرا معدودا منهم.
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»
الفهرست