تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ٦٨
فلما رأى ابنها إدريس وهو يأكل من قرصته اضطرب حتى مات، قالت أمة:
يا عبد الله قتلت ابني جزعا على قوته فقال: لا تجزعي فأنا أحييه لك الساعة بإذن الله وأخذ بعضدي الصبي وقال: أيتها الروح الخارجة عن بدنه بأمر الله ارجعي إلى بدنه بإذن الله وأنا إدريس النبي، فرجعت روح الغلام إليه.
فلما سمعت أمه كلام إدريس وقوله: أنا إدريس ونظرت إلى ابنها حيا قالت:
أشهد أنك إدريس النبي وخرجت تنادى بأعلى صوتها في القرية: أبشروا بالفرج فقد دخل إدريس في قريتكم، فمضى إدريس حتى جلس على موضع مدينة الجبار الأول وقد تبدلت تلا من تراب فاجتمع إليه أناس من أهل قريته واسترحموه وسألوه أن يدعو لهم فيمطروا. قال: لا، حتى يأتيني جباركم هذا وجميع أهل قريتكم مشاة حفاة فيسألوني ذلك.
فبلغ ذلك الجبار فبعث إلى إدريس أربعين رجلا وأمرهم أن يأتوا به إليه، فلما جاؤه وكلفوه الذهاب معهم إليه دعا عليهم فماتوا عن آخرهم، ثم أرسل خمسمائة رجل فلما أتوه كلفوه الذهاب واسترحموه فأراهم مصارع أصحابهم وقال: ما أنا بذاهب إليه ولا سائل حتى يأتيني هو وجميع أهل القرية مشاة حفاة ويسألوني الدعاء للمطر.
فانطلقوا إليه وأخبروه بما قال وسألوه أن يمضي إليه هو وجميع أهل القرية مشاة حفاة ويسألوه أن يسأل الله أن تمطر السماء فأتوه حتى وقفوا بين يديه خاضعين متذللين ويسألوه؟؟ أن يسأل الله أن تمطر السماء عليهم فعند ذلك دعا إدريس أن تمطر السماء عليهم فأظلتهم سحابة من السماء وأرعدت وأبرقت وهطلت عليهم من ساعتهم حتى ظنوا أنه الغرق فما رجعوا إلى منازلهم حتى أهمتهم أنفسهم من الماء.
وفي الكافي بإسناده عن عبد الله بن أبان عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث يذكر فيه مسجد السهلة: أما علمت أنه موضع بيت إدريس النبي الذي كان يخيط فيه.
أقول: وقد شاع بين أهل السير والآثار أنه عليه السلام أول من خط بالقلم وأول من خاط.
وفي تفسير القمي قال: وسمي إدريس لكثرة دراسته الكتب.
أقول: ورد في بعض الروايات في معنى قوله تعالى في إدريس عليه السلام: " ورفعناه
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»
الفهرست