تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ٦٦
: وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين وأدخلناهم في رحمتنا انهم من الصالحين " الأنبياء: 85 86.
وفي الآيات ثناء منه تعالى عليه جميل فقد عده نبيا وصديقا ومن الصابرين ومن الصالحين، وأخبر أنه رفعه مكانا عليا.
2 - ومن الروايات الواردة في قصته ما عن كتاب كمال الدين وتمام النعمة بإسناده عن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن الباقر عليه السلام - والحديث طويل لخصناه - أنه كان بدء نبوة إدريس عليه السلام أنه كان في زمانه ملك جبار، وركب ذات يوم في بعض نزهه فمر بأرض خضراء نضرة أعجبته فأحب أن يمتلكها وكانت الأرض لعبد مؤمن فأمر بإحضاره وساومه فيها ليشتريها فلم يبعها ولم يرض به فرجع الملك إلى البلدة وهو مغموم متحير في أمره فاستشار امرأة له كان يستشيرها في هامة الأمور فأشارت عليه أن يقيم عليه شهودا أنه خرج عن دين الملك فيقتله ويملك أرضه ففعل ما أشارت إليه وغصب الأرض.
فأوحى الله إلى إدريس أن يأتي الملك ويقول له عنه: أما رضيت أن قتلت عبدي المؤمن ظلما حتى استخلصت أرضه خالصة لك وأحوجت عياله من بعده وأجعتهم؟ أما وعزتي لأنتقمن له منك في الاجل ولأسلبن ملكك في العاجل، ولأخربن مدينتك ولأذلن عزك ولأطعمن الكلاب لحم امرأتك فقد غرك يا مبتلى حلمي عنك.
فأتاه إدريس برسالة الله وبلغه ذلك في ملا من أصحابه فأخرجه الملك من مجلسه ثم أرسل إليه بإشارة من امرأته قوما يقتلونه، فانتبه لذلك بعض أصحاب إدريس وأشاروا عليه بالخروج والهجرة فخرج منها ليومه ومعه بعض أصحابه ثم ناجى ربه وشكى إليه ما لقيه من الملك في رسالته إليه فأوحى إليه بالخروج من القرية، وأنه سينفذ في الملك أمره ويصدق فيه قوله، ثم سأل أن لا تمطر السماء على القرية وما حولها حتى يسأل ذلك فأجيب إليه.
فأخبر إدريس بذلك أصحابه من المؤمنين وأمرهم بالخروج منها فخرجوا وتفرقوا في البلاد وكانوا عشرين رجلا وشاع خبر وحيه وخروجه بين الناس، وخرج هو
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست