تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ٣٥١
ضرر والذي يصيب عابده من ضرر وخسران فإنما يصيبه من ناحية العبادة التي هي فعل له منسوب إليه.
قوله تعالى: " يدعوا لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير " المولى الولي الناصر والعشير الصاحب المعاشر.
ذكروا في تركيب جمل الآية أن " يدعوا "؟؟ بمعنى يقول؟ وقوله: " لمن ضره أقرب من نفعه " الخ. مقول القول، و " لمن " مبتدء دخلت عليه لام الابتداء وهو موصول صلته " ضره أقرب من نفعه ". وقوله: " لبئس المولى ولبئس العشير " جواب قسم محذوف وهو قائم مقام الخبر دال عليه.
والمعنى: يقول هذا الذي يعبد الأصنام يوم القيامة واصفا لصنمه الذي اتخذه مولى وعشيرا، الصنم الذي ضره أقرب من نفعه مولى سوء وعشير سوء أقسم لبئس المولى ولبئس العشير.
وإنما يعد ضره أقرب من نفعه لما يشاهد يوم القيامة ما تستتبعه عبادته له من العذاب الخالد والهلاك المؤبد.
قوله تعالى: " إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار " الخ. لما ذكر الأصناف الثلاثة من الكفار وهم الأئمة المتبوعون المجادلون في الله بغير علم والمقلدة التابعون لكل شيطان مريد المجادلون كأئمتهم والمذبذبون العابدون لله على حرف، ووصفهم بالضلال والخسران قابلهم بهذا الصنف من الناس وهم الذين آمنوا وعملوا الصالحات ووصفهم بكريم المثوى وحسن المنقلب وأن الله يريد بهم ذلك.
وذكر هؤلاء الأصناف كالتوطئة لما سيذكر من القضاء بينهم وبيان حالهم تفصيلا.
قوله تعالى: " من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ " قال في المجمع: السبب كل ما يتوصل به إلى الشئ ومنه قيل للحبل سبب وللطريق سبب وللباب سبب انتهى و المراد بالسبب في الآية الحبل، والقطع معروف ومن معانيه الاختناق يقال: قطع أي اختنق وكأنه مأخوذ من قطع النفس.
(٣٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 ... » »»
الفهرست