تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ١٥٨
لسابقه أي إنما نسلم على المهتدين فحسب لان الله سبحانه أوحى إلينا أن العذاب وهو خلاف السلام على من كذب بآيات الله - أو بالدعوة الحقة التي هي الهدى - وتولى وأعرض عنها.
وفي سياق الآيتين من الاستهانة بأمر فرعون وبما تزين به من زخارف الدنيا وتظاهر به من الكبر والخيلاء ما لا يخفى، فقد قيل: " فأتياه " ولم يقل: إذهبا إليه وإتيان الشئ أقرب مساسا به من الذهاب إليه ولم يكن إتيان فرعون وهو ملك مصر وإله القبط بذاك السهل الميسور، وقيل: " فقولا " ولم يقل: فقولا له كأنه لا يعتني به، وقيل: " إنا رسولا ربك " و " بآية من ربك " فقرع سمعه مرتين بأن له ربا وهو الذي كان ينادي بقوله: " أنا ربكم الاعلى "، وقيل: " والسلام على من اتبع الهدى " ولم يورد بالخطاب إليه، ونظيره قوله: " أن العذاب على من كذب وتولى " من غير خطاب.
وهذا كله هو الأنسب تجاه ما يلوح من لحن قوله تعالى: " لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى " من كمال الإحاطة والعزة والقدرة التي لا يقوم لها شئ.
وليس مع ذلك فيما أمرا أن يخاطباه به من قولهما: " إنا رسولا ربك " إلى آخر الآيتين خشونة في الكلام وخروج عن لين القول الذي أمرا به أولا فإن ذلك حق القول الذي لا مناص من قرعه سمع فرعون من غير تملق ولا احتشام وتأثر من ظاهر سلطانه الباطل وعزته الكاذبة.
(بحث روائي) في تفسير القمي في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام: في قوله: " آتيكم منها بقبس " يقول: آتيكم بقبس من النار تصطلون من البرد " أو أجد على النار هدى " كان قد أخطأ الطريق يقول: أو أجد على النار طريقا.
وفي الفقيه سئل الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل: " فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى " قال: كانتا من جلد حمار ميت.
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»
الفهرست