بها نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وهو التذكير الرابع من التذكيرات الواقعة إثر ما أمره في صدر السورة بالصبر والمضي على تبليغ رسالته والسلوة فيما يشاهده من إعراض الناس عن ذكر الله وإقبالهم على الدنيا وبين أن الذي هم مشتغلون به زينة معجلة ومتاع إلى حين فلا يشقن عليه ما يجده عندهم من ظاهر تمتعهم بالحياة وفوزهم بما يشتهون فيها فإن وراء هذا الظاهر باطنا وفوق سلطتهم على المشتهيات سلطنة إلهية.
فالتذكير بقصة موسى والعالم كأنه للإشارة إلى أن لهذه الوقائع والحوادث التي تجري على مشتهى أهل الدنيا تأويلا سيظهر لهم إذا بلغ الكتاب أجله فإذن الله لهم أن ينتبهوا من نومة الغفلة وبعثوا لنشأة غير النشأة يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل لقد جاءت رسل ربنا بالحق.
وموسى الذي ذكر في القصة هو ابن عمران الرسول النبي أحد اولي العزم عليه السلام على ما وردت به الرواية من طرق الشيعة وأهل السنة.
وقيل هو أحد أسباط يوسف بن يعقوب عليه السلام وهو موسى بن ميشا بن يوسف وكان من أنبياء بني إسرائيل ويبعده أن القرآن قد أكثر ذكر اسم موسى حتى بلغ مائة ونيفا وثلاثين وهو يريد ابن عمران عليه السلام فلو أريد بما في هذه القصة غيره لضم إليه قرينة صارفة.
وقيل: إن القصة أسطورة تخييلية صورت لغاية أن كمال المعرفة يورد الانسان مشرعة عين الحياة ويسقيه ماءها وهو الحياة الخالدة التي لا موت بعدها أبدا والسعادة السرمدية التي لا سعادة فوقها قط. وفيه أنه تقدير من غير دليل وظاهر الكتاب العزيز يدفعه ولا خبر في القصة التي يقصها القرآن عن عين الحياة هذه إلا ما ورد في أقاويل بعض المفسرين والقصاصين من أهل التاريخ من غير أصل قرآني يستند إليه أو وجدان حسي لعين هذه صفتها في صقع من أصقاع الأرض.
والفتى الذي ذكره الله وأضافه إلى موسى قيل هو يوشع بن نون وصيه، وبه وردت الرواية قيل: " سمي فتى لأنه كان يلازمه سفرا وحضرا أو لأنه كان يخدمه.
والعالم الذي لقيه موسى ووصفه الله وصفا جميلا بقوله: " عبدا من عبادنا آتيناه