رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما " ولم يسمه ورد في الروايات أن اسمه الخضر وكان نبيا من الأنبياء معاصر لموسى عليه السلام وفي بعضها أن الله رزقه طول الحياة فهو حي لم يمت بعد، وهذا المقدار لا بأس به إذ لم يرد عقل أو نقل قطعي بخلافه وقد طال البحث عن شخصية الخضر بين القوم كما في مطولات التفاسير وتكاثرت القصص والحكايات في رؤيته ومع ذلك لا تخلو الاخبار والقصص عن أساطير موضوعة أو مدسوسة.
قوله تعالى: " وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضى حقبا " الظرف متعلق بمقدر، والجملة معطوفة على ما عطف عليه التذكيرات الثلاثة المذكورة سابقا، وقوله: " لا أبرح بمعنى لا أزال وهو من الافعال الناقصة حذف خبره إيجازا لدلالة قوله: " حتى أبلغ " عليه والتقدير لا أبرح أمشى أو أسير ومجمع البحرين قيل: " هو الذي ينتهي إليه بحر الروم من الجانب الشرقي وبحر الفرس من الجانب (1) الغربي، والحقب الدهر والزمان وتنكيره يدل على وصف محذوف والتقدير حقبا طويلا.
والمعنى - والله أعلم - وأذكر إذ قال موسى لفتاه لا أزال أسير حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي دهرا طويلا.
قوله تعالى: " فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا " الظاهر أن قوله: " مجمع بينهما " من إضافة الصفة إلى الموصوف وأصله بين البحرين الموصوف بأنه مجمعهما.
وقوله: " نسيا حوتهما " الآيتان التاليتان تدلان على أنه كان حوتا مملوحا أو مشويا حملاه ليرتزقا به في المسير ولم يكن حيا وإنما حي هناك واتخذ سبيله في البحر ورآه الفتى وهو حي يغوص في البحر ونسى أن يذكر ذلك لموسى ونسي موسى أن يسأله عنه أين هو ؟ وعلى هذا فمعنى " نسيا حوتهما " بنسبة النسيان إليهما معا نسيا حال حوتهما فموسى نسي