تعالى بشأنه الخاص سواء كان بلفظ الاستثناء بأن يلحقه بالكلام، إن ذكره ولما يتم الكلام أو يعيد الكلام ويستثني أو يضمر الكلام ثم يستثنى إن كان فصل قصير أو طويل كما ورد في بعض (1) الروايات أنه لما نزلت الآيات قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن شاء الله أو كان الذكر باستغفار ونحوه.
ويظهر مما مر أن ما ذكره بعضهم أن الآية مستقلة عما قبلها وأن المراد بالنسيان نسيانه تعالى أو مطلق النسيان والمعنى: واذكر ربك إذا نسيته ثم ذكرته أو واذكر ربك إذا نسيت شيئا من الأشياء وكذا ما ذكره بعضهم بناء على الوجه السابق أن المراد بذكره تعالى خصوص الاستثناء وإن طال الفصل أو خصوص الاستغفار أو الندم على التفريط، كل ذلك وجوه غير سديده.
وقوله: " وقل عسى أن يهدين ربى لأقرب من هذا رشدا " حديث الاتصال والاشتراك في سياق التكليف بين جمل الآية يقضي هنا أيضا أن تكون الإشارة بقوله:
" هذا " إلى الذكر بعد النسيان، والمعنى وارج أن يهديك ربك إلى أمر هو أقرب رشدا من النسيان ثم الذكر وهو الذكر الدائم من غير نسيان فيكون من قبيل الآيات الداعية له صلى الله عليه وآله وسلم إلى دوام الذكر كقوله تعالى: " واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والاصال ولا تكن من الغافلين " الأعراف: 205 وذكر الشئ كلما نسي ثم ذكر والتحفظ عليه كرة بعد كرة من أسباب دوام ذكره.
ومن العجيب أن المفسرين أخذوا قوله: " هذا " في الآية إشارة إلى نبأ أصحاب الكهف وذكروا أن معنى الآية: قل عسى أن يعطيني ربي من الآيات الدالة على نبوتي ما هو أقرب إرشادا للناس من نبأ أصحاب الكهف، وهو كما ترى.
وأعجب منه ما عن بعض أن هذا إشارة إلى المنسي وأن معنى الآية: ادع الله إذا نسيت شيئا أن يذكرك إياه وقل إن لم يذكرك ما نسيته: عسى أن يهديني ربي لشئ هو