تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٢ - الصفحة ٩١
تعالى ربهم العزيز الحميد ليخرج الناس من الظلمات إلى النور باذنه فإنهم ان استجابوا الدعوة وآمنوا خرجوا بذلك من ظلمات الكفر إلى نور الايمان بالفعل وان لم يستجيبوا أنذروا ووقفوا على التوحيد الحق وخرجوا من الجهل إلى العلم وهو نوع خروج من الظلمة إلى النور وان كان وبالا عليهم وخسارا ففي الدعوة على أي حال انذار للناس واعلامهم انما هو اله واحد وتذكر لاولى الألباب منهم خاصة وهم المؤمنون.
(بحث روائي) في المعاني باسناده عن ثوبان: ان يهوديا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا محمد فرفعه ثوبان برجله وقال قل يا رسول الله فقال لا ادعوه الا بأسماء أهله قال أرأيت قول الله يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات أين الناس يومئذ قال في الظلمة دون المحشر قال فما أول ما يأكل أهل الجنة إذا دخلوها قال كبد الحوت قال فما شرابهم على اثر ذلك قال السلسبيل قال صدقت يا محمد أقول وروى الحديث في الدر المنثور عن مسلم وابن جرير والحاكم والبيهقي في الدلائل عن ثوبان: مثله إلى قوله في الظلمة وروى أيضا عن عده عن عائشة: إنها سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك فقال على الصراط وفي تفسير العياشي عن ثوير بن أبي فاخته عن الحسين بن علي عليه السلام قال:
تبدل الأرض غير الأرض يعنى بأرض لم يكتسب عليها الذنوب بارزة ليست عليها جبال ولا نبات كما دحاها أول مرة.
أقول ورواه القمي أيضا في تفسيره وفيه دلالة على حدوث الجبال وكذا النبات بعد تمام خلقه الأرض.
وفي الدر المنثور اخرج البزار وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قول الله يوم تبدل الأرض غير الأرض قال ارض بيضاء كأنها فضة لم يسفك فيها دم حرام ولم تعمل فيها خطيئة
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»
الفهرست