تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٢ - الصفحة ١١٧
براءة كانت مبسملة تعدل سورة البقرة وان الأحزاب كانت أعظم من البقرة وقد سقطت منه مائتا آية إلى غير ذلك.
أو إن هذه الآيات وقد دلت هذه الروايات على بلوغها في الكثرة كانت منسوخة التلاوة كما ذكره جمع من المفسرين من أهل السنة حفظا لما ورد في بعض رواياتهم إن من القرآن ما أنساه الله ونسخ تلاوته.
فما معنى انساء الآية ونسخ تلاوتها؟ أكان ذلك لنسخ العمل بها فما هي هذه الآيات المنسوخة الواقعة في القرآن كآية الصدقة وآية نكاح الزانية والزاني وآية العدة وغيرها؟ وهم مع ذلك يقسمون منسوخ التلاوة إلى منسوخ التلاوة والعمل معا ومنسوخ التلاوة دون العمل كآية الرجم.
أم كان ذلك لكونها غير واجدة لبعض صفات كلام الله حتى أبطلها الله بامحاء ذكرها وإذهاب اثرها فلم يكن من الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولا منزها من الاختلاف ولا قولا فصلا ولا هاديا إلى الحق وإلى طريق مستقيم ولا معجزا يتحدى به ولا ولا فما معنى الآيات الكثيرة التي تصف القرآن بأنه في لوح محفوظ وانه كتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وانه قول فصل وانه هدى وانه نور وانه فرقان بين الحق والباطل وانه آية معجزة وانه وانه؟
فهل يسعنا ان نقول ان هذه الآيات على كثرتها واباء سياقها عن التقييد مقيدة بالبعض فبعض الكتاب فقط وهو غير المنسى ومنسوخ التلاوة لا يأتيه الباطل وقول فصل وهدى ونور وفرقان ومعجزة خالدة؟
وهل جعل الكلام منسوخ التلاوة ونسيا منسيا غير ابطاله واماتته؟ وهل صيرورة القول النافع بحيث لا ينفع للأبد ولا يصلح شأنا مما فسد غير الغائه وطرحه واهماله؟ وكيف يجامع ذلك كون القرآن ذكرا؟
فالحق ان روايات التحريف المروية من طرق الفريقين وكذا الروايات المروية في نسخ تلاوة بعض الآيات القرآنية مخالفة للكتاب مخالفة قطعية.
والجواب عن الوجه الرابع ان أصل الاخبار القاضية بمماثلة الحوادث الواقعة في
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»
الفهرست