تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٢ - الصفحة ١٢٢
وبعث بها إلى الأمصار وبعث بمصحف إلى الكوفة ومصحف إلى البصرة ومصحف إلى المدينة ومصحف إلى مكة ومصحف إلى مصر ومصحف إلى الشام ومصحف إلى البحرين ومصحف إلى اليمن ومصحف إلى الجزيرة.
وامر الناس ان يقرؤا على نسخة واحدة وكان سبب ذلك أنه بلغه ان الناس يقولون قرآن آل فلان فأراد ان يكون نسخته واحدة وقيل إن ابن مسعود كان كتب بذلك إليه فلما بلغه انه كان يحرق المصاحف قال لم أرد هذا وقيل كتب إليه بذلك حذيفة بن اليمان انتهى موضع الحاجة وفي الاتقان روى البخاري عن انس ": ان حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وآذربيجان مع أهل العراق فافزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال لعثمان أدرك الأمة قبل ان يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى فأرسل إلى حفصة ان أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فامر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمان ابن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف.
وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شئ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنه انما نزل بلسانهم ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وامر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف ان يحرق.
قال زيد آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت اسمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ بها فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه " فألحقناها في سورتها في المصحف وفيه اخرج ابن أشتة من طريق أيوب عن أبي قلابة قال حدثني رجل من بنى عامر يقال له انس بن مالك قال ": اختلفوا في القرآن على عهد عثمان حتى اقتتل الغلمان والمعلمون فبلغ ذلك عثمان بن عفان فقال عندي تكذبون به وتلحنون فيه فمن نأى عنى كان أشد تكذيبا وأكثر لحنا يا أصحاب محمد اجتمعوا واكتبوا للناس إماما.
فاجتمعوا فكانوا إذا اختلفوا وتدارؤا في آية قالوا هذه اقرأها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست