وأن اعبدوني " يس: 61.
قوله تعالى: " فأنجيناه والذين معه برحمة منا " إلى آخر الآية، تنكير الرحمة للدلالة على النوع أي بنوع من الرحمة وهي الرحمة التي تختص بالمؤمنين من النصرة الموعودة لهم قال تعالى: " إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد " المؤمن: 51، وقال: " وكان حقا علينا نصر المؤمنين " الروم: 47.
وقوله: " وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا " الآية كناية عن إهلاكهم وقطع نسلهم فإن الدابر هو الذي يلي الشئ من خلفه فربما وصف به الامر السابق على الشئ كأمس الدابر، وربما وصف به اللاحق كدابر القوم وهو الذي في آخرهم فنسبة القطع إلى الدابر بعناية أن النسل اللاحق دابر متصل بالانسان في سبب ممتد، وإهلاك الانسان كذلك كأنه قطع هذا السبب الموصول فيما بينه وبين نسله.
وسيأتي تفصيل البحث عن قصة هود عليه السلام في تفسير سورة هود إن شاء الله * * * وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينه من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم - 73. واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين - 74. قال الملا الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أ تعلمون أن صالحا مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون - 75. قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون - 76.