وقوله: " كانت من الغابرين " أي الماضين من القوم، وهو استعارة بالكناية عن الهلاك والباقي ظاهر.
قوله تعالى: " وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين " ذكر الأمطار في مورد ترقب ذكر العذاب يدل على أن العذاب كان به وقد نكر المطر للدلالة على غرابة أمره وغزارة أثره، وقد فسره الله تعالى في موضع آخر بقوله:
" وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد " هود: 83.
وقوله: " فانظر كيف كان عاقبة المجرمين " توجيه خطاب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليعتبر به هو وأمته.
* * * وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين - 85. ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجا واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين - 86.
وأن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين - 87. قال الملا الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أ ولو كنا كارهين - 88. قد افترينا