خير، وإنما سمى النوى من أجل أنه نأى عن الحق وتباعد منه.
وقال الله عز وجل: (يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي) فالحي المؤمن الذي يخرج من طينة الكافر، والميت الذي يخرج من الحي هو الكافر الذي يخرج من طينة المؤمن فالحي المؤمن والميت الكافر وذلك قول الله عز وجل: (أو من كان ميتا فأحييناه) فكان موته اختلاط طينته مع طينة الكافر وكان حياته حين فرق الله عز وجل بينهما بكلمته كذلك يخرج الله عز وجل المؤمن في الميلاد من الظلمة بعد دخوله فيها إلى النور، ويخرج الكافر من النور إلى الظلمة بعد دخوله إلى (1) النور وذلك قول الله عز وجل:
(لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين).
أقول: الرواية من أخبار الطينة وسيجئ البحث فيها فيما يناسبه من المحل إن شاء الله. وتفسير الحب والنوى بما فيها من المعنى من قبيل الباطن دون الظاهر، وقد وقع هذا المعنى في روايات أخرى غير هذه الرواية.
وفي تفسير العياشي في قوله تعالى (وجعل الليل سكنا) عن الحسن بن علي بن بنت إلياس قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: إن الله جعل الليل سكنا وجعل النساء سكنا، ومن السنة التزويج بالليل وإطعام الطعام.
وفيه عن علي بن عقبة عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال تزوجوا بالليل فإن الله جعله سكنا ولا تطلبوا الحوائج بالليل. وفي الكافي بإسناده عن يونس عن بعض أصحابنا عن أبي الحسن عليه السلام قال: إن الله خلق النبيين على النبوة فلا يكونون إلا أنبياء، وخلق المؤمنين على الايمان فلا يكونون إلا مؤمنين وأعار قوما إيمانا فإن شاء تممه لهم وإن شاء سلبهم إياه. قال: وفيهم جرت (فمستقر ومستودع) وقال: إن فلانا كان مستودعا فلما كذب علينا سلبه الله إيمانه.
أقول: وفي تفسير المستقر والمستودع بقسمي الايمان روايات كثيرة مروية عنهم عليهم السلام في تفسيري العياشي والقمي، وهذه الرواية توجهها بأنها من الجرى والانطباق.
وفي تفسير العياشي عن سعد بن سعيد أبى الأصبغ قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام