السبيل وتفاوت الدعوة، لا أن كل ما اوحى به إلى نبي على خصوصياته فقد اوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهذا مما لا معنى له، ولا أن ما أوحى إليك جامع لجميع الشرائع السابقة فإن الكلام في الآية غير موضوع لإفادة هذا المعنى، ويؤيد ما ذكرناه من المعنى الخبر التالي.
وفي الكافي بإسناده عن محمد بن سالم عن أبي جعفر عليه السلام: قال الله لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم:
" إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده " وأمر كل نبي بالسبيل والسنة.
وفي تفسير العياشي عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: وكان بين آدم وبين نوح من الأنبياء مستخفين ومستعلنين، ولذلك خفى ذكرهم في القرآن فلم يسموا كما سمى من استعلن من الأنبياء، وهو قول الله عز وجل: " ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما " يعنى لم اسم المستخفين كما سميت المستعلنين من الأنبياء.
أقول: ورواه في الكافي عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة عنه عليه السلام وفيه: من الأنبياء مستخفين، ولذلك خفى ذكرهم في القرآن فلم يسموا كما سمى من استعلن من الأنبياء وهو قول الله عز وجل: " رسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك " يعنى لم اسم المستخفين كما سميت المستعلنين من الأنبياء (الحديث).
والمراد بالرواية على أي حال أن الله تعالى لم يذكر قصة المستخفين أصلا ولا سماهم، كما قص بعض قصص المستعلنين وسمى من سمى منهم. ومن الجائز ان يكون قوله: " يعنى لم أسم " (الخ) من كلام الراوي.
وفي تفسير العياشي عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لكن الله يشهد بما أنزل إليك في علي أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا.
أقول: وروى هذا المعنى القمي في تفسيره مسندا عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام وهو من قبيل الجرى والتطبيق فإن من القرآن ما نزل في ولايته عليه السلام وليس المراد به تحريف الكتاب ولا هو قراءة منه عليه السلام.
ونظيره ما رواه في الكافي وتفسير العياشي عن أبي جعفر عليه السلام، والقمي في تفسيره عن أبي عبد الله عليه السلام: ان الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم (الآية) وما رواه في المجمع عن أبي جعفر عليه السلام: في قوله " قد جاءكم الرسول