شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ٢ - الصفحة ٩٧
والحد وشئ منها لا يليق بجناب قدسه لكونه وجودا صرفا ونورا محضا لا مهية له واما ما هو الذي هو مأخذ المهية بمعنى ما به الشئ هو هو فهو واجب له وهو عين وجوده وهويته لكن لا يعلم بالعلم الحصولي إذ ليس لذاته المتعالية وجود ذهني لنا انما يعلم بالعلم الحضوري بفناء العالم به عن ذاته وعن علمه واما ثانيا فنقول المراد انه لا يعلم غيره انه ما هو فان علم بنور وارد منه نوره فكان البصير به طرفه واما ثالثا فلو تنزلنا عن ذلك المقام قلنا إن ما بمعنى أي شئ في عرضه وللتكلم في مفاهيم صفاته مجال رحب واما رابعا فلو تنزلنا أيضا قلنا ما ههنا هي ما الشارحة لا ما الحقيقية من ذا يعلم شرح لفظ الجلالة ولا يهاب وح فالتعبير بانت لان الاسم وإن كان غير المسمى بوجه لكن عينه بوجه كما مر بيانه واستعمال لفظ الهيبة هنا والخوف في الفقرة الأولى يؤيد الجوابين الأولين قبل التنزل فمعنى فلا يهابك فلا يفنى فيك لان الخوف والرجاء لأهل البدايا من السالكين إلى الله تعالى والقبض والبسط للمتوسطين والهيبة والانس للمنتهين ففي عرفان قدره وصفته استعمل لفظ الخوف وفى عرفان ذاته وما به هويته استعمل لفظ الهيبة وهي هيبة المحق في الحقيقة عند طمس رسوم الخليقة انما يخشى الله من عباده العلماء بل قد قرء بعضهم برفع الله ونصب العلماء ولعله بناء على الخشية التقديرية من تدقيقهم ونقدهم وتزييفهم لانهم أصحاب الكياسة والذهن المتصرف الوقاد ولا يعبأ بغيرهم من الجهلة أو من تفوههم بالشطحيات التي يتفوه بها بعض العارفين الفت بقدرتك الفرق التأليف جمع الأجزاء مع الترتيب أو جمع الأجزاء مع المناسبة لأنه من الألفة والفرقة الطايفة من الناس وظاهر تأليفه الفرق واضح واما تأويله فهو انه تعالى الف فرق النفوس الناطقة وهي الأناسي الملكوتيون مع الأبدان الطبيعية البشرية وهي الأناسي الناسوتيون وأولئك من واد وهؤلاء من واد وأولئك أصلهم أمر الله وروح الله كما قال تعالى ونفخت فيه من روحي وكانوا سكان الجبروت بل اللاهوت قبل نزولهم إلى عالم الأضداد حين لم يقرع سمعهم خطاب اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولم يطرد هم عتاب ثم رددناه أسفل سافلين وهؤلاء أصلهم عالم الخلق وعالم الغواسق وهم ديدان عالم العناصر كما قال الحكماء الإلهيون ومع ذلك أوقع قدرته التامة بينهما تألف وتعاشق بحيث يحسب الروح نفسه هذه المدرة المنبوذة في هذه الهاوية الطبيعية ويقول انا البدن الوضعي المكاني الزماني وغير ذلك من لوازم الطبيعة ويتأثر وينفعل
(٩٧)
مفاتيح البحث: الخوف (3)، الترتيب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»