والليالي مختلفة ولن تجد لسنة الله تبديلا هذا هو ظاهر الكلام واما باطنه فيراد بالنهار الوجود وبالليل المهية فيولج الليل في النهار أي يمحق ويفنى المهية في الوجود كما يفنى الظل والظلام تحت سطوع الشمس غب الإدلهام ويولج النهار في الليل أي يتغطى بغطاء التعين ويراد أيضا بالنهار الأنوار المدبرة المسماة عند الاشراقيين بالأنوار الاسفهبدية وبالليل المواد الظلمانية والصياصي البدنية والايلاج نظير ما ذكر أو تنور الأجسام بالأنوار المدبرة بل صيرورتها إياها وتعلق الأنوار المدبرة الاسفهبدية بالاجسام الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك وقس على إرادة الأنوار الذاتية إرادة الأنوار الصفاتية كنور العلم والمعرفة ونور الأعمال الصالحة والأخلاق الحسنة ونور الولاية والنبوة والظلمات المقابلة لها وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي هاتان الجملتان من صنعة العكس والتبديل التي من المحسنات البديعية كسا بقيتهما واطلاقهما يشمل خروج المؤمن من الكافر وبالعكس وخروج العالم من الجاهل وبالعكس بل خروج الحي بالذات الذي هو النفس من الحي بالعرض الميت بالذات الذي هو البدن وبالعكس فان تنزل النفس إلى مقام البدن بوجه كتكاثف الهواء الصافي بشدة البرد وصيرورته غيما رقيقا كالصور المثالية أو غليظا كالصور المادية وترفعه إلى مقامها كخلافه ولكن في النفس بلا تجاف عن المقام وترزق من تشاء بغير حساب كالملوك ولو جعلنا معنى قوله تعالى بغير حساب بغير نهاية والرزق أعم من الحسى والمعنوي والمرتزق أعم من الملك الذي طعامه التهليل وشرابه التسبيح والانسان ثم الانسان أعم من الطبيعي والنفساني الذي خلق للبقاء لا للفناء ومداركه المجردة تجردا عقليا أو مثاليا فمن تشاء هم المجردون منهم سيما الملائكة المقربين والعقول القديسين سابقين أو لاحقين فان لهم شهودا بعد شهود وعشقا غب عشق وسقيا اثر سقى كما قيل شربت الحب كأسا بعد كأس فما نفد الشراب ولا رويت بل مواد الأفلاك المتوارد عليها وضع بعد وضع ومواد العناصر المتناوب عليها صورة بعد صورة داخلة في المرتزقين بغير حساب بحسب التأويل لا إله إلا أنت
(٩٣)