النور الحسى لا شعور له ونور الوجود كالأنوار القاهرة والمدبرة كلها عقلاء احياء ناطقون فضلا عن نور الأنوار ومنها ان النور الحسى له أفول وله ثان في الوجود وله مقابل ونور الوجود ليس له أفول ولا ثان ولا مقابل إذ ليس له الوحدة العددية وبالجملة النور في هذا المشرب الأعذب الأحلى يطلق على ما يطلق عليه عند الأولين وعلى أشياء اخر كوجودات الاعراض غير النور الحسى وعلى وجودات الجواهر المركبة والبسيطة الطبيعية حتى وجود الهيولي التي أثبتها المحققون والظلمة والغسق ليست الا المهيات السرابية فالوجود نور والوجوب نور على نور وإذا علمت باللسانين والنورين والغسقين علمت قشر الفقرة ولها وتنزيلها وتأويلها وعلمت معنى قوله تعالى الله نور السماوات والأرض وانه هو مرجع هذه الفقرة وأشار (ع) بلفظ الكرم هنا وبلفظ اللطف في الفلق على ما في بعض النسخ وفلقت بلطفك الفلق إلى أن فعله تعالى محض الجود والكرم واللطف والعناية بلا غرض في فعله سوى ذاته فان الكرم وما يقوم مقامه إفادة ما ينبغي لا لعوض ولا لغرض إذ لو كان لعوض لكان مستعيضا معاملا لا كريما ولو كان لغرض لكان مستكملا وليس العوض منحصرا في العين بل يشمل مثل الثناء والمدح والتخلص من المذمة والتخلي من الرذيلة والتوصل إلى أن يكون على الأحسن وقال المعتزلة الغاية في الايجاد والداعي لخالق العباد عليه ايصال النفع إلى الغير وهو باطل لأنه هل ذلك الايصال أولي للقادر المختار من عدم أم لا بحيث انه لو لم يوصل كان كما أوصل بلا تفاوت وبلا نقص يلزم عليه في الترك فإن كان الثاني فكيف يريد أحدهما ويترك الأخر مع تساويهما بالنسبة إليه إذ يستحيل الترجيح من غير مرجح وإن كان الأول فالفاعل استفاد بفعله أولوية واستكمل تعالى عن ذلك وأيضا إذا كان وصف النافعية له عرضيا كان معللا بخلاف ما إذا كان ذاتيا فان الذاتي لا يعلل وأيضا ذلك الايصال إما معنى مصدري ومعنى نسبي فهو أمر اعتباري لا يكون غاية للايجاد واما ان يحاذيه أمر في الخارج فهو إما واجب فيتعدد الواجب تعالى واما ممكن فننقل الكلام إلى غايته فيتس واما عين ذات الواجب الواحد فهو الحق المط فيكون من قبيل قول القائل في ممدوحه ولو لم يكن في كفه غير نفسه * لجاد بها فليتق الله سائله وأي نفع أغبط من ذلك ولكن لم يخطر ذلك أيها المعتزلي ببالك وهذا مراد من قال عن الحق من نكردم خلق تا سودى كنم * بلكه تا بر بندكان جودي كنم وكذا الكلام في المعرفة لو جعلتها غاية للايجاد
(١٠١)