شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ٢ - الصفحة ٩٦
جار في ذكر الركوع سبحان ربى العظيم وبحمده وفى ذكر السجود سبحان ربي الأعلى وبحمده ففي الجمع بين التسبيح والتحميد بل بينه والتوحيد على ما ذكرنا في الفقرة السابقة إشارة إلى طريقة الخواص من الموحدين من الجمع بين التنزيه والتشبيه كما في قوله تعالى ليس كمثله شئ وهو السميع البصير عرفت الله بجمعه بين الأضداد وكالجمع بين الظهور والخفاء يا من خفى من فرط ظهوره واستتر بشعاع نوره وجمعه بين العلو والدنو يا من علاء في دنوه يا من دنى في علوه وجمعه بين البعد والقرب يا من بعد فلا يرى وقرب فشهد النجوى وجمعه بين الدخول في الأشياء والخروج عنها داخل في الأشياء لا بالممازجة وخارج عن الأشياء لا بالمزايلة داخل في الأشياء لا كدخول شئ في شئ خارج عنها لا كخروج شئ عن شئ وقس عليه فإياك من برودة التشبيه ومن حرارة التنزيه وعليك بالجمع ولكن لا بنحو التركيب والمزج ونعم ما قيل فان قلت بالتنزيه كنت مقيدا * وان قلب بالتشبيه كنت محددا وان قلت بالامرين كنت مسددا * وكنت إماما في المعارف سيدا فإياك والتشبيه ان كنت ثابتا * وإياك والتنزيه ان كنت مفردا من ذا يعرف قدرك فلا يخافك في بعض النسخ قدرتك ومن استفهامية وذا موصولة ويحتمل ان يكون ملغاة بتقديرها مركبة مع من فيصيران اسما واحدا من أسماء الاستفهامية نحو من ذا رأيت أو بتقديرها زايدة بين من ومدخولها ويظهر ثمرة الاحتمالين في البدل من اسم الاستفهام فإنك إذا قلت من ذا رأيت أزيدا أم عمروا فعلى الالغاء ينصب البدل لان اسم الاستفهام مفعول مقدم وعلى الموصولية يرفع لان من ذا مبتدأ وخبر واحتمل الوجهان في قوله تعالى يسئلونك ماذا ينفقون قل العفو وقس عليه قوله (ع) ومن ذا يعلم ما أنت فلا يهابك ان قلت ما سؤال عن الذات والذاتيات وذاته تعالى لا تكتنه فلا يليق بمن هو هو ما هو وما أنت ولذا لما سئل فرعون عنه تعالى بقوله وما رب العالمين أجاب موسى (ع) بالعوارض تنبيها على أن ما هو ليس موقعه هو وان غبي الذي كفر ولم يتفطن بما اومى واشعر فقال إن رسولكم الذي ارسل إليكم لمجنون نظرا إلى أنه سئل عن الذاتي وأجاب موسى بالعرضي فلم يطابق الجواب السؤال قلت إما أولا فكون ما هو غير لا يق بجنابه لكون ما هو سؤالا عن شيئية المهية من النوع والجنس
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»