الامامية كما يأتي واما الرابع فعند أكثر الأشاعرة وجم غفير من المعتزلة العصمة مخصوصة بزمان البعثة ولا يجب قبلها واما الخامس أي العصمة عن الكبيرة عمد هما وسهو هما فقد سمعت تفصيل أقوالهم والحق عندنا معاشر الامامية وجوب العصمة في الملائكة والأنبياء والأوصياء سلام الله عليهم أجمعين في تمام العمر مطلقا سواء كان فيما يتعلق بالاعتقاد أو فيما يتعلق بالتبليغ أو فيما يتعلق بالفتوى أو فيما يتعلق بالأحوال والافعال صغاير كانت أو كباير ولا يجوز السهو والنسيان عليهم واما السادس أي الدليل عليه فهو انه قد تقرر عند المحققين من أهل الكلام صحة الوجوب على الله كالوجوب من الله وان اللطف على الله واجب ومن هنا وجب على الله بعث النبي ونصب الامام ولا شك ان العصمة على الوجه المذكور ادخل في اللطف وادعى واجلب في الاتباع وابعد من تنفر الطباع ولهذا يجب تنزههم عن العيوب والنقايص الخلقية كالخلقية فإنه أيضا في اللطف ادخل والطباع له اقبل فلا يجوز على الحكيم الاخلال به ثم إن العصمة على الوجه المقرر عند الإمامية من الممكنات الوقوعية ولا سيما انه قد تقرر في المعقول ان أصول المعجزات والكرامات بكمال القوى الثلث النفسانية وقوتها وشرفها القوة المدركة للكليات والقوة المدركة للجزئيات والقوة العمالة فيعلم جميع العلوم أو أكثرها بتأييد الله تعالى لا بتعلم بشرى ويرى ملائكة الله ويسمع كلام الله ويطيعه مادة الكاينات بإذن الله ولكمالها وقوتها وشرفها عرض عريض ومنها يتفاوت درجات الكمل تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض فكمال المدركة للعقليات أن تكون شديدة الحدس كثرته فيكون أغلب مدركاتها حد سيات لا فكريات لدنيات لا تعليميات يكاد زيتها يضيئ ولو لم تمسسه نار وتكون شديدة الاتصال بالأرواح القدسية سيما الروح الأمين المكين عند ذي العرش كثيرة المراجعة إلى حظيرة القدس مرة بعد أولي وكرة بعد أخرى وقوتها أن تكون وافية بالجانبين جالسة بين الحدين المحسوس والمعقول لا يشغلها شأن عن شأن لا كالعقول الضعيفة إذا ركنت إلى جانب ذهلت عن الأخر وشرفها حريتها عن علايق الأكوان وترفعها عن رق الحدثان وأسر القوى وكمال المدركة للجزئيات أن تكون منقادة للعاقلة غير مزاحمة لها في ادراكها الحقايق العقلية غير منجذبة إلى الجزئيات الحسية وقوتها أن تكون شديدة الاقتدار على التصوير والتمثيل سيما المتخيلة التي من طبعها المحاكاة فحين يتصل الروح القدسي بعالم اللاهوت وعالم الجبروت ويتلقى الحقايق بالمكالمة الحقيقية من حقيقة
(٣٧)