شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ٢ - الصفحة ١٠٥
منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر أي التقى ماء الفواعل العلوية وماء القوابل السفلية ان قلت لم لم يذكر (ع) الثمرات كما في الآية لنخرج به حبا ونباتا وجنات الفافا قلت لوجوه أحدها انه من باب دلالة الملزوم على اللازم والسبب على المسبب ففاعل الملزوم فاعل اللازم واتى السبب آت المسبب وثانيها انه إشارة إلى ضيق نطاق البيان عن الإحاطة بها وثالثها انه ليذهب ذهن الفطن العارف إلى الغاية القصوى والثمرة الأخيرة وهي شهود الذات ومعروفيته على النهج الذي قررنا قبيل ذلك وجعلت الشمس والقمر للبرية سراجا وهاجا البرية الخلق من البرى بمعنى التراب والوهج الاتقاد وهج النار تهج وهجا ووهجانا اتقدت والوهاج الوقاد المشتعل بالنور العظيم خصصهما بالذكر في عداد النعم العظام لان الشمس سلطان الكواكب بل العالم الجسماني راسمة للنهار بضوئها علة للأمزجة المتبعدة لإفاضة النفوس والصور والاعراض بتسخينها وما ازدادت على الكواكب بمجرد المقدار بل بالشدة والكيفية فان ما يترائى من الثوابت وباقي السيارات مقدار مجموعها أكبر من الشمس بما لا يتقايس ولا ترسم النهار والنير الأصغر أيضا خليفة والخليفة بصفات المستخلف بقدر ظرفيته فسبحان من صانع قديم أنشأهما وأنارهما وفى عشق جماله وهيمان جلاله اسكر هما وأدار هما وفى بعض النسخ لفظ الوهاج مفقود والأصح ثبوته لأنه وإن كان كثير من أحوال الشمس من الخيرات والنعم العامة لجميع الكاينات كأوضاعه ونظراته وغيرها الا ان حره أيضا من النعم العامة التي يتلو الضوء في الخيرية فلا بد ان يشعر به أيضا كما في الآية إذا لوهج كما قال مقاتل يجمع النور والحر وانما قلنا يتلو إذ ليس في مرتبته لان الضوء مطلوب للكل في كل الأوقات بخلاف الحر وانما أفرد السراج ولم يثن لان المراد كل واحد منهما نكتة لطيفة ليس الخليفة شيئا على حياله فلا وجود له الا ظهور وجود المستخلف وكذا صفاته ظهور صفاته واثاره ظهور اثاره فمن لا يطلع على الأوضاع السماوية والقواعد الإلهية يظن أن للقمر نورا وظهورا استقلاليا واما العالم بالأوضاع والقواعد فلا يرى الا ظهور الشمس وضيائه في الليل والنهار لا في القمر خاصة بل في كل ثابت وسيار فليس في هذا المحمل الا سراج واحد ولا أنوار الله الا نور فارد ولا يعلم هذا الا البصير الناقد فكما يأبى النظام إلهين كك يأبى سراجين إكليل تاجي لتأويل سراجي
(١٠٥)
مفاتيح البحث: القتل (1)، الظنّ (1)، السب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»