المتكلمين والمحققين نصير الملة والدين العلامة الطوسي س في شرح الإشارات في ذيل شرح قول الشيخ العرفان مبتدء من تفريق ونغض وترك ورفض ممعن في جمع هو جمع صفات الحق للذات المريدة للصدق منته إلى الواحد ثم وقوف بهذه العبارة ان العارف إذا انقطع عن نفسه واتصل بالحق رأى كل قدرة مستغرقة في قدرته المتعلقة بجميع المقدورات وكل علم مستغرقا في علمه الذي لا يغرب عنه شئ من الموجودات وكل إرادة مستغرقة في ارادته التي تمتنع ان يتأبى عليها شئ من الممكنات بل كل وجود وكل كمال وجود فهو صادر عنه فايض من لدنه صار الحق ح بصره الذي به يبصر وسمعه الذي به يسمع وقدرته التي بها تفعل وعلمه الذي به يعلم ووجوده الذي به يوجد فصار العارف ح متخلفا باخلاق الله بالحقيقة فهذا معنى قوله العرفان ممعن في جميع صفات هي صفات الحق للذات المريدة بالصدق انتهى كلامه رفع مقامه وفى كلام س اقتباس من الحديث القدسي المشهور بين العامة والخاصة ان العبد ليتقرب إلي بالنوافل حتى أحببته فإذا أحببته كنت وهذا الفناء هو الذي جعله الحكماء والمتكلمون رابعة مراتب العقل العملي وهي تهذيب الظاهر وتهذيب الباطن والتحلي بالفضايل وبعبارة أخرى التجلية بالجيم والتخلية بالخاء المعجمة والتحلية بالحاء المهملة صل على محمد واله الأتقياء واستمع ندائي واستجب دعائي وحقق بفضلك املى ورجائي التقوى له مراتب تقوى عام وتقوى خاص وتقوى أخص فالعام الحمية عن المحرمات والخاص عن المحللات الا عن قدر الضرورة والأخص عن الكونين وبالجملة عما سوى الله تعالى ومحمد صلى الله عليه وآله واله هم المتقون بالتقوى الأخص وفى التلفيق بين طلب الرحمة لمحمد صلى الله عليه وآله واله وبين المطالب الأخرى تعليم طريق المسألة فان الدعاء في حق الغير يستجاب سيما في حق زبدة الكونين ونخبة العالمين وقد قرر في الفقه وهو شريعة الله الغراء في أن تبعيض الصفقة لا يجوز فلا يرد بكرمه وجوده المسئلات المشفوعة بالصلاة على محمد واله صلوات الله عليهم بل يقبل الجميع بفضله يا خير من دعى لكشف الضر والمأمول قدم كشف الضر على المأمول لان دفع المضرة أهم من جلب المنفعة والاهم وصيغة التفضيل من باب تفضيل شئ على فيئ لا من باب تفضيل شئ على شئ لان الأثر ليس شيئا على حياله ومبدء المبادى هو الشئ بحقيقة الشيئية والفضايل والفواضل كلها منه وبه واليه ونسبتها إليه بالوجوب والوجدان ونسبتها إلى غيره
(١١٢)