لو كان كك لزم فيه الفقد والفقر وأيضا الغرض هو الذي يدعو الفاعل على الفعل ويقهره ويسخره ولولاه لم يفعل ولذا قال الحكماء العلة الغائية علة فاعلية الفاعل وما الذي يسخر المسخر للكل ويقهر القاهر فوق عباده وأيضا الداعي الزايد والغرض اللاحق لابد ان يكون له جلوة في نظر الفاعل وله ابتهاج وما الذي له جلوة وبهاء في نظر الفاعل الذي هو أجمل من كل جميل وأجل من كل جليل الذي كل جمال وجلال وكمال عكس من بهاء جماله وظل من شمس جلاله ورشح من بحر كماله حتى يريد ان يحصله بذلك الفعل الكلى لإبتهاجه به واجتذابه إليه والا لزم ان يتصور أفضل مما عليه الواجب فمنظوره ومعشوقه لا يكون الا ذاته تعالى ولذا قال الحكماء العالي لا يلتفت إلى السافل بالذات الا بالعرض ونعم ما قال الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا لو أن انسانا عرف الكمال الذي هو واجب الوجود الذي هو فوق التمام ثم فرض انه منظم العوالم على مثاله كان غرضه الواجب الوجود فإذا كان الواجب هو الفاعل فهو الغرض لذاته في فعله ثم إن في القران المجيد تصريحات بهذا المعنى مثل قوله تعالى الا إلى الله تصير الأمور وانا إليه راجعون وان إلى ربك المنتهى وهو الأول والاخر والظاهر والباطن وغير ذلك ان قلت في الآيات تصريحات بخلاف ذلك أيضا مثل ان خلق الأرض لتكون فراشا لكم والشمس لتكون سراجا لمحفلكم وغير ذلك لغير ذلك قلت هذه غايات وسطية لا أخيرة وبالعرض لا بالذات واما الغاية بالذات لإيجاد جميع الممكنات فليست الا الذات وهو منتهى الرغبات وغاية الأشواق والطلبات وأنهرت المياه من الصم الصياخيد عذبا وأجاجا أنهرت أي أسلت والصم جمع أصم أي الصلب المصمت والصياخيد جمع صيخود أي الشديد والموصوف هنا محذوف أي من الصخور الصم الصياخيد والمراد العيون والقنوات والعذب من الطعام والشراب كل مستساغ ويق ماء أجاج أي ملح مر وأنزلت من المعصرات ماء ثجاجا أي من السحائب التي تعصر بالمطر كان السحاب تحمل الماء ثم يعصره الرياح فتسيل الماء كما يسيل بعصر الثوب والثج السيلان وثج أي سال كاثتج وتثجثج وثجه أسأله وفى الحديث أفضل الحج العج والثج فالعج رفع الصوت بالتلبية والثج اسالة دم الهدى وماء ثجاجا أي صبابا دفاعا في انصبابه وهذه الفقرة من باب الاقتباس ولا بأس في الاقتباس بتغيير يسير فان ما في الآية وأنزلنا ولذا عدوا من الاقتباس مثل قول الشاعر قد كان ما خفت ان يكونا * انا إلى الله راجعونا وطريق الطبيعيين
(١٠٣)